بدأت مياه الفيضانات في وسط أوروبا في الانحسار وتزايدت المخاوف من حدوث انهيارات في السدود والمباني المشبعة بالمياه في وقت اتجه الجميع لازالة مخلفات الكارثة من طمي وانقاض. و تأهبت ألمانيا في وقت مبكر من صباح أمس لاستقبال الموجة الاخيرة من فيضان نهر الالبه التي يخشى ان تغمر عددا من المدن في طريقها. فقد وصلت المياه الفائضة على طول نهر الالبة بسرعة أكبر مما كان متوقعا وادت الى انهيار سد قرب مدينة ماجدبورج الشرقية بينما كان منسوب المياه يناهز حوالي ثلاثة أضعاف المعتاد. وقال مسئول محلي للاغاثة من الكوارث "المياه تتدفق بلا نهاية". وتم إجلاء خمسمائة شخص من المناطق المجاورة بينما وصل مئات من عمال الطوارئ إلى المنطقة للقيام بمهام عديدة من بينها وضع الصخور وأكياس الرمال والحواجز البلاستيكية لاحتواء الفيضان الذي ضرب ألمانيا ووسط أوروبا خلال الاسبوع الماضي. ولا يبدو في الوقت الراهن أن ماجدبورج نفسها مهددة بالخطر. وقضى نحو مائة وخمسين الفا من السكان الذين تم إجلاؤهم عن منازلهم ليلة الاثنين/الثلاثاء أيضا في أماكن الاسكان المؤقت مع تسارع مياه الفيضان في نهر إلبه باتجاه مصب النهر بعد اجتيازها دريسدن حيث بدأت عملية إزالة آثار الفيضان بعد انحساره عن المدينة التي ألحق بها دمارا واسع النطاق. وفي المناطق السكنية على مجرى النهر، يبذل تسعة عشر الف جندي من القوات الفدرالية جهودا محمومة إلى جانب ثمانية آلاف وخمسمائة من عمال الدفاع المدني والالاف من المتطوعين المدنيين لتحصين السدود باستخدام أكياس الرمل. ووصف الوضع في منطقة صناعية كيماوية بأنه حرج في الوقت الذي سارع العمال بوضع أكياس الرمال على حاجز يفصل المنشأة عن مياه الفيضان المقتربة منها. كما أغلقت سبعة جسور رئيسية للسكك الحديدية في المنطقة المعرضة للفيضان مما أسفر عن تعطل حركة القطارات في مختلف أنحاء شرق ألمانيا وتأخير وصول الامدادات من أكياس الرمال ومساعدات الاغاثة. وفي فيتنبرج أحصى عمال الطوارئ سبع ثغرات في السدود. غير أن الفيضان لم يجتح المدينة في الوقت الذي أغرق الفيضان القرى القريبة منها. وإلى الجنوب ما فيتنبرج في منطقة تورجاو، يتم بناء سد طارئ بطول أربعة كيلومترات لانقاذ مصنع للزجاج يوفر العمل ل400 شخص في منطقة ظلت تشهد معدلات بطالة مرتفعة منذ انهيار الشيوعية. وفي بيترفيلد، وهي بلدة تنتج الكيماويات وتقع في وادي نهر مولده، باشر عمال الاغاثة ما يشبه المعركة العسكرية ضد الفيضان، حيث أقاموا التحصينات واستعدوا بمواقع التقهقر. وقد عبرت ذروة الفيضان مدينة بيترفيلد وبدأت المياه في الانحسار، غير أن الخبراء مازالوا يخشون انهيار السدود المشبعة بالمياه في أي لحظة. وكان القلق قد تركز حول المنطقة الصناعية في بيترفيلد، والتي تضم 350 شركة كيماويات، وتضم أكبر وحدة لانتاج الاسبرين في أوروبا. وقد بدأت أكياس الرمال في التناقص ويجري نقلها جوا إلى المنطقة من مناطق بعيدة حتى الدنمارك. وقالت هيئة تي.إتش.دبليو الالمانية للدفاع المدني أنه تم استنفاذ 10 ملايين كيس رمل خلال أسبوع من الفيضانات. وقد بدأت عمليات إزالة آثار الفيضان في دريسدن، وأعلن متحف ألبرتينوم، أحد المتاحف الرئيسية بالمدينة، أنه سيعيد فتح أبوابه أمام العامة متحديا الفيضان. وسيسمح بدخول الزائرين مجانا لمشاهدة احد عشر الفا من الاعمال الفنية القديمة والحديثة، التي أمكن إنقاذها في اللحظة الاخيرة بمواجهة ارتفاع مياه الفيضانات. من جهة اخرى اودت الفيضانات الغزيرة التي تجتاح القارة الاسيوية منذ حوالي شهرين بحياة 1800 شخص ويتوقع ان تشهد الايام القليلة القادمة احوالا جوية اسوأ. فقد اودت الفيضانات التي سببتها الامطار الغزيرة بحياة 911 شخصا في كل من نيبال والهند وبنغلاديش كما تسببت في تشريد 25 مليون شخص من منازلهم. وتسببت الأمطار الغزيرة والفيضانات والانزلاقات الأرضية التي شهدتها الصين على مدى اسبوعين في مقتل اكثر من 900 صيني وتسببت في ردم أجزاء من نهر دونقتينق حيث ارتفعت مياهه الى منسوبات خطيرة تهدد حياة 10 ملايين شخص يعيشون على ضفافه ويستعد اليابانيون لمواجهة اعصار فانفون الذي يخشى ان يضرب العاصمة طوكيو وجزرا يابانية اخرى.