بعد إجلاء عشرات الالوف بالفعل، تستعد براغ لاستقبال الاسوأ حيث تواصل الفيضانات الجارفة نشر الدمار عبر التشيكوألمانياوالنمسا. وأدت الانهار المزمجرة إلى تحويل براغ ومدن تشيكية أخرى إلى مدن مغلقة من الناحية الفعلية، مجبرة عشرات الالوف على ترك منازلهم من الاضرار المادية التي أحدثتها الفيضانات التي بدأت الاسبوع الماضي. وتعهدت الحكومة الالمانية بتقديم مساعدات عاجلة بقيمة 100 مليون يورو للمناطق الشرقيةوالجنوبية التي تترنح تحت ضربات واحدة من أسوأ موجات الفيضان في تاريخ البلاد. وأعلنت حالة الطوارئ في مناطق من ساكسونيا وبافاريا وسط مشاهد من الفوضى عقب هطول الامطار الجارفة على مدى أيام مما أدى لفيضان مياه الامطار عن ضفافها غامرة بلدانا ومدنا. وفي النمسا، ارتفعت محصلة القتلى على مدى الايام القليلة الماضية إلى سبعة فيما يواصل منسوب المياه في نهر الدانوب ارتفاعه. ولقي سائق شاحنة مصرعه في حادث مروري بينما كان يحاول نقل كميات من الحصى والزلط إلى مناطق الكوارث، وعثر على رجلين غريقين في سيارتهما في منطقة فورارلبرج. إلا أن جمهورية التشيك كانت مسرحا لاسوأ الفيضانات، حيث أعلن رئيس الوزراء فلاديمير سبيدلا حالة الطوارئ في عدة مناطق وتعهدت الحكومة بتقديم المساعدات للمجتمعات المحلية الاشد تضررا. وتم إبلاغ حوالي 40 الفا من سكان براغ الذين تم إجلاؤهم، انه ربما لا يسمح لهم بالعودة قبل خمسة أيام بسبب فيضان نهر فالتافا. وعمل 1200 من الجنود مع المتطوعين المدنيين على إخلاء كبار السن من براغ وعدة مناطق أخرى وعلى حماية المباني بأكياس من الرمال. وقالت السلطات ان براغ لم تشهد مثل تلك السيول منذ عام 1890. وفي ألمانيا، غمرت المياه وسط مدينة دريسدن وأكد جورج ميلبرانت مقتل شخصين وقال ان سبعة آخرين في عداد المفقودين بينهم سيدة تعمل في إدارة الاطفاء. وقال ميلبرانت إنها أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ ساكسونيا حيث من المتوقع أن يزداد الوضع سوءا خلال الساعات الاربع والعشرين القادمة. وكانت بلدة جلاشوته جنوب دريسدن واحدة من أكثر المدن تضررا حيث أدت المياه المتدفقة بغزارة لاحداث دمار واسع مكتسحة أمامها الاشجار وأعمدة الانارة والسيارات، كما أدت إلى قطع وسط المدينة عن باقي مناطقها. واستخدمت طائرة الهليكوبتر في إجلاء بعض سكان جلاشوته والتنبرج وغيرهما من مناطق الولاية التي عزلتها المياه. واستخدم الجيش القوارب في إخراج الناس من منازلهم فيما قامت السلطات بإخلاء المستشفيات والمصحات العلاجية ومنازل الطاعنين في السن. وفى النيبال لقي 422 شخصا على الاقل حتفهم واعتبر 173 في عداد المفقودين نتيجة الفيضانات وانزلاقات التربة التي تعرضت لها البلاد منذ بداية موسم الامطار في يوليو الماضي كما اعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر في بيان. وافاد الاتحاد ان الامطار الموسمية العنيفة تواصل الامتداد نحو غرب البلاد كما ان ذوبان استثنائي للثلوج على المرتفعات زاد من منسوب الانهار ، مشيرا الى تضرر اكثر من 250 الف شخص. ووجه الاتحاد نداء لجمع 1.6مليون دولار لمساعدة الصليب الاحمر النيبالي على توفير الغذاء والمأوى والاغطية والملابس والاقراص المطهرة للمياه لنحو 130 الف منكوب. وفي ابريل الماضي حذرت دراسة علمية لبرنامج الاممالمتحدة من اجل البيئة من ان مياه 44 بحيرة مجمدة في جبال الهيمالايا (20 في النيبال و24 في بوتان) قد تطفح خلال خمس او عشر سنوات وتغرق الاودية. ويندرج نداء الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر في اطار حملة تعبئة للصليب الاحمر لمواجهة الازمة الناجمة عن الفيضانات التي تشهدها كل منطقة جنوب اسيا. وقد تم توجيه نداء اخر من اجل بنغلادش حيث بلغ عدد المنكوبين حوالي 3.5 مليون كما يجرى الاعداد لتوجيه نداء من اجل الهند.