يخطئ من يعتقد ان نصر هذا الموسم هو نصر المواسم السابقة ذو النفس القصير، بل واهم من ينتظر تعثر النصر في القريب العاجل، فالفريق اصبح يمتلك كوكبة من اللاعبين المؤثرين القادرين على حسم المباريات ذات العيار الثقيل لمصلحته في الأوقات الحاسمة، وليس أدل على كلامي أكثر مما حدث في مباراة الفتح في الجولة السابعة لدوري جميل عندما استطاع الفريق تسجيل هدف المباراة الوحيد حتى وهو يلعب بعشرة لاعبين أمام بطل الدوري المعروف عنه استبساله الدفاعي خارج ملعبه. وضع النصر في الموسم الحالي أصبح مختلفاً كلياً عن السابق بعدما أصبح يملك البديل الجاهز الذي لا يقل مستواه عن اللاعب الأساسي، ولم يعد هناك مساحة لضيق الافق أو إبداء التذمر من الجلوس على دكة البدلاء فالجميع ملتف حول هدف واحد والمتمثل في عودة نصر زمان .. نصر التاريخ والبطولات. الارجوياني دانيال كارينيو احد معطيات توهج النصر وبرغم أنه مدرب حماسي إلا انه يتعامل بعقلانية مطلقة في إدارته للمباريات من خلال الاستقرار على تشكيلة واحدة والتغيير في اضيق الحدود، وحسب ما تضطره الظروف، وذلك انعكاساً لحالة الاستقرار الفني حيث ان المدرب يتولى زمام الإدارة الفنية للفريق النصراوي منذ الموسم الماضي . الامر لا يقتصر على الوضع الفني بل ان الخطاب النصراوي الرسمي هو الآخر أصبح مختلفاً عن السابق، حيث الحديث منصبٌ على كل ما هو نصراوي والبعد عما يخص الآخرين وهو أسلوب جديد يتبع في البيت الأصفر. وضع النصر في الموسم الحالي أصبح مختلفاً كلياً عن السابق بعدما أصبح يملك البديل الجاهز الذي لا يقل مستواه عن اللاعب الأساسي، ولم يعد هناك مساحة لضيق الافق أو إبداء التذمر من الجلوس على دكة البدلاء فالجميع ملتف حول هدف واحد والمتمثل في عودة نصر زمان .. نصر التاريخ والبطولات . ما يثير المخاوف هو الافراط في حالة النشوة التي تعيشها الجماهير النصراوية وأيضا الافراط في التفاؤل، والذي سيساهم بدون شك في عملية الضغط المباشر وغير المباشر على لاعبي الفريق وحتى على القرارات الإدارية وربما التصريحات التي ستكون تحت مقصلة الصدارة، حيث أوهم الجمهور النصراوي الجميع بأن فقد الصدارة يعني انهيار الفريق وذلك للحالة الهستيرية التي كانت عليها الفرحة بسبب الصدارة . النوم على وسادة التغني بالصدارة سيكلف النصراويين الشيء الكثير في الجولات المقبلة، خصوصاً أن أقل تعثر بالتعادل أو الخسارة أو حتى فقدان الصدارة سيترتب عليه حالة معنوية سيئة نظير هذا الكم الهائل من الصخب لمجرد الصدارة في الجولات الأولى من عمر المسابقة . ليس المهم ان يكون طموح النصر الصدارة بدون لقب او تحقيق البطولة في نهاية المطاف فالنصر اكبر من ان يتغنى بالصدارة وتاريخه أكبر من التصدر لجولتين او ثلاث فهو بطل للدوري وبطل لآسيا وحقق العديد من البطولات والالقاب وشارك في بطولة العالم للأندية، وافرز العديد من النجوم الذين ساهموا في اثراء الكرة السعودية وشاركوا في تسطير انجازاتها على مر التاريخ. المطلوب العقلانية في التعامل مع تطور مستوى الفريق ونتائجه وأن توضع الامور في نصابها بدون مبالغة أو انتكاسة مع زرع الثقة في النفس بأن ما يحدث للنصر هذا الموسم هو أمر طبيعي يتماشى مع تاريخ النادي ومنجزاته ونجومه وجماهيره، فيكفي هذا النادي أن أحد رؤسائه هو الراحل الكبير عبدالرحمن بن سعود «يرحمه الله»، وأحد نجومه هو فارس التهديف وجلاد الحراس ماجد عبدالله.