ست جولات من دوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين انقضت، والعالمي يتصدر الترتيب العام، إدارة تعمل، وجماهير تساند ولاعبون يسجلون انتصارا وراء انتصار، فعم التفاؤل كل منتم للبيت النصراوي وهو حق مشروع لهم لتبرز على الساحة مقولة ارتبطت بصدارة النصر «متصدر لاتكلمني» وهذا ما جعل الخوف يدب في نفوس ومشاعر العقلاء من عشاقه أن يضع ذلك التفاؤل اللاعبين تحت ضغط نفسي يسهم في تلقي الفريق لخسائر تحبطهم فتضيع معها الصدارة وتتلاشى بها الأماني والأحلام وتخلط أوراق الفريق وإدارته وجهازه الفني. «عكاظ» ومن خلال ضيوفها ناقشت واقع الفريق النصراوي وقرب عودته المنتظرة لمنصات التتويج التي غاب عنها طويلا. السلطان: قفزة نوعية يقول المدرب الوطني تركي السلطان إن فريق النصر شهد قفزة نوعية مميزة على مستوى كافة خطوطه كل ذلك بدعم وعمل متواصل من مسيري البيت النصراوي فأضحى العالمي يمتلك نجوما وفي كل المراكز وظهر بشخصية الفريق البطل بما يمتلكه من دكة بدلاء قوية تمكن الجهاز الفني من بناء الطريقة المناسبة لكل منازلة لتوفر الأدوات كما اتضح على الفريق النصراوي في هذا الموسم قدرة لاعبيه على إحراز الأهداف بطرق وأساليب مختلفة. وأضاف «ما يجب أن تتفهمه الجماهير النصراوية أن البطولة تحتاج لعمل ونفس طويل وتعتمد على ما يقدمه اللاعبون داخل الملعب خلال الجولات المقبلة فالتفاؤل المطلق قد يضيع البطولة ويبعثر الأوراق النصراوية جراء وضع اللاعبين تحت مطالبات قد تؤثر على عطاءاتهم ونتائجهم». وشدد السلطان على أن النصر يمتلك مجموعة قوية من اللاعبين يضاف لهم ما يشهده من استقرار إداري وفني، فكل تلك العوامل أسهمت بتوالي النتائج الجيدة له، ولكن تظل مشكلة عدم توفر البديل المميز لحارس المرمى عبدالله العنزي وكذلك لحسين عبدالغني من السلبيات التي قد تضر بالفريق مع توالي الجولات لأن الفريق البطل يجب أن يكون في أقوى أوضاعه الفنية والتي تمكنه من إيجاد الحلول المناسبة عند كل ظرف أو نقص يحل بصفوفه. العنزي: مازال مبكرا من جانبه أكد المدرب الوطني نايف العنزي أن الوقت مازال مبكرا لتتغنى الجماهير النصراوية بتصدر فريقها للدوري فكل الفرص مازالت قائمة لجميع الفرق في ظل تقاربها النقطي وطول مباريات الدوري واصطدام بعضها ببعض، «صحيح أن الفريق النصراوي أصبح يمتلك شخصية الفريق البطل عطفا على ما يمتلكه من نجوم بالإضافة إلى وجود دكة بدلاء يملكون نفس عطاءات اللاعب الأساسي وهذا هو المهم للجماهير النصراوية التي يجب ألا تضع تحقيق البطولة هدفا رئيسيا للحكم على النجاح من عدمه لأن البطولة قد لاتذهب للفريق الأفضل فلذا يفترض إبعاد اللاعبين عن الضغوطات التي قد تؤدي بهم لنتائج عكسية قد تهد ما بنته الإدارة فالأمور مازالت في بدايتها ولكن يبقى الأهم أن النصر أصبح من الفرق القوية التي بعودتها تعود الروح والنكهة للدوري السعودي». الغدير: البدلاء في قوة الأساسيين ويؤكد المدرب الوطني يوسف الغدير أن العناصر القادرة على تحقيق البطولات موجودة في الفريق النصراوي ولكن الجزم بتحقيق النصر للبطولة فيه شيء من المبالغة في ظل رغبة البقية في العودة والمنافسة وكذلك وجود فرق ترغب بالدخول في مناطق الدفء والابتعاد عن شبح الهبوط مع توالي الجولات ودخول الدوري لمنعطفات هامة «لذا لن تكون المواجهات القادمة سهلة له أو لغيره، بالتأكيد أن الترشيحات غالبا ما تكون عكسية على سير الفريق ولهذا يجب على النصراويين إدراك ذلك ومواصلة العمل فالقادم أصعب». وأضاف «من الإيجابيات في النصر أن دكة بدلائه أصبحت بنفس قوة العناصر الموجودة داخل الميدان وهذا ما يتيح للمدرب اختيار المناسب منها لتنفيذ فكره بالإضافة إلى الاستقرار الفني والإداري الذي يشهده، وإن كانت هنالك سلبيات في الفريق فهي تكمن في عدم وجود البديل لحارسه عبدالله العنزي بالإضافة لأخطاء مدافعيه وخاصة في العمق الدفاعي والتي قد تحرج الفريق في قادم المنازلات». الزامل: شخصية الفريق البطل ويقول الكاتب والناقد الرياضي عبدالكريم الزامل «لايختلف اثنان على التطور الملحوظ في مستوى الفريق النصراوي الذي كان لجهود إدارته دور في ظهوره بشكل مختلف تماما ليكسب النصر فريقا يراهن عليه يملك شخصية الفريق البطل وهذا هو الأهم فالبطولة تأتي أولا بتوفيق الله ثم بتداخل بعض الظروف التي لاتخفى على أحد في تحديد مسارها، فلذا يجب عدم تحميل اللاعبين فوق طاقتهم فهم بحاجة إلى مزيد من الدعم الإداري والجماهيري ومن قبل ذلك الدعم المالي الذي يوفر لهم حقوقهم التي ستؤدي لمزيد من العطاء وبث الحماس والرغبة لديهم في تحقيق البطولة خاصة في ظل سير الإدارة في الطريق الصحيح لعودة العالمي ولكن ما يجب أخذ الحيطة منه الترشيحات المبكرة والتفاؤل المفرط فالبطولة تحتاج إلى عمل وجهد كبير أما الركون إلى ما تحقق فقد يؤدي بالفريق إلى نكسة مؤلمة». وأضاف «لايزال الفريق النصراوي بحاجة إلى دعم صفوفه في المرحلة القادمة ومنها ضرورة التعاقد مع محور متمكن يسهم في مساعدة إبراهيم غالب وبشكل كبير في إقفال منطقة العمق الخلفية في ظل تكامل خطوطه الأمامية بوجود اللاعبين البرازيليين واللذين يقع على عاتقهما تحديد مصير النصر وسيره في البطولة وإن كان يعاب عليهما عدم استغلال الفرص بالشكل المطلوب». الصالح: الجدولة خدمت الفريق بدوره يقول الكاتب والناقد الرياضي صالح الصالح «لقد استفاد النصر من الجدولة كما نجحت أجهزته الفنية ولاعبوه باستثمار الهدوء في البيت النصراوي بدليل أن تصريحات الرئيس كانت أكثر عقلانية واتزانا من رؤى الجماهير التي ظهر التفاؤل المبالغ فيه لديها، لأن تصدر النصر يعد حدثا غير عادي يراه البعض يستحق تلك الحفاوة، فعلى النصراويين إدراك أن المنافسة شرسة وبقيت جولات قادمة قد تحمل فيها من الإصابات والإيقافات والظروف ما يعطل انطلاقة الفريق برغم امتلاكه لقائمة من اللاعبين تعد هي الأفضل ولكن إلباس النصر بلباس البطولة سيجعل الفريق يركن للترشيحات التي تضيع الأماني وتعيده للمربع الأول والنفق المظلم الذي يجاهد للخروج منه». واستطرد الصالح «من السلبيات التي اتضحت على النصر قصور نظرة المدرب كارينو سواء على مستوى التشكيل أو الطريقة بالإضافة لمجاملته غير المبررة لبعض الأسماء، أما على مستوى الإيجابيات التي ظهرت على الفريق فهي مبادرته بالبحث عن التسجيل وبمختلف الطرق وكان ذلك ناتجا عن وفرة النجوم في صفوفه والتي تحتاج لمدرب يجيد التعامل معها بحسب متطلبات كل مواجهة». الدغيثر: لا لمجاملة نور ويؤكد عضو مجلس إدارة نادي النصر سابقا عبدالعزيز الدغيثر أنه من الظلم وضع اللاعبين تحت ضغوطات مبكرة، فبرغم تحسن عطاء الفريق فنيا وارتفاع سقف طموحهم إلا أن تحقيق البطولة لايزال صعبا أمامهم وخاصة في ظل مجاملة كارينو لبعض الأسماء والتي أسهمت في بعثرة أوراق الفريق، «لايجب على النصراويين المبالغة في التفاؤل ووضع اللاعبين تحت ضغوطات قوية حتى لاتحدث صدمة في نتائج الفريق قد تهدم ما تم بناؤه فالأهم أن الفريق يسير بالاتجاه الصحيح نحو العودة». وأضاف «لعل من السلبيات التي أظهرتها الجولات السابقة هي مجاملة المدرب كارينو لبعض الأسماء واللاعبين الذين تأتي مشاركتهم على حساب المجموعة وأعني بذلك الزج بمحمد نور الذي بعثر وجوده عطاء يحيى الشهري وكذلك عدم وجود قائد متمكن لخط الدفاع يضاف لذلك كثرة الإصابات وطول فترة عودة اللاعب ما يدل على ضعف الجهاز الطبي في الفريق». المشيقح: الترشيحات المبكرة ضارة في المقابل رفض نائب رئيس نادي النصر فهد المشيقح ترشيح فريق النصر المبكر للبطولة «الدوري لايزال في بدايته والترشيحات المبكرة تضع اللاعبين تحت ضغط نفسي كبير قد يضيع ما بذل من جهود مضنية لضمان عودة العالمي لميدان المنافسة ولايعني تصدر النصر للدوري حسم الأمور، فكما لعبت بعض النتائج في صالحنا فقد يأتي اليوم الذي تلعب فيه لصالح غيرنا ولكن الأهم خلال الفترة السابقة أن النصر أصبح يملك فريقا له حضوره وقوته بغض النظر عن تحقيق بطولة من عدمها». وأضاف «لن تدخر الإدارة بقيادة الأمير فيصل بن تركي جهدا في دعم الفريق بكل ما يحتاجه وفق رؤية فنية محددة لتكون الإضافات نابعة من حاجة الفريق لها فنحن نتابع واقع الفريق من أجل دعم الإيجابيات وتلافي السلبيات في قادم الأيام». الفقيه: بطولتان في الطريق «النصر سيحقق بطولتين هذا الموسم» بهذه العبارة الواثقة بدأ المشجع النصراوي عبدالرحمن الفقيه حديثه «ليس تعاليا ولا غرورا ولكنها الثقة وحدها فالنصر في ظل هذه العناصر سيحقق بطولتين هذا الموسم بشرط نجاته من عمل العاملين ضده فإذا تم ذلك فإن عدم تحقيق العالمي للبطولات يعد مفاجأة كبيرة فالإدارة عملت ودعمت وجلبت النجوم حتى تحول النصر لأقوى فريق في المملكة إن لم يكن في الخليج والعرب فالبطولة قريبة جدا من البيت النصراوي وسنعيش بتفاؤل كبير لأننا كجماهير نعرف النصر جيدا».