لقد كان من مفاخر اللسان العربي أن كان هو المظهر اللغوي للمعجزة الإلهية الخالدة المتجلية في القرآن الكريم .... لقد شد الإسلام أقواماً غير العرب إلى لغة العرب ونشر اللغة العربية في بلاد لم يكن فيها نصير ولا للعرب فيها سلطان، لقد خرجت اللغة العربية من جزيرة العرب مع الفتح الإسلامي فإذا هي لغة أهل الشام والعراق ومصر، وإذ هي تتعدى كونها لغة دين إلى كونها لغة شعب ودولة ولا يزال للإسلام أثره في نشر العربية والحفاظ عليها في البلاد غير العربية وهو أثر يفوق آثار المراكز الثقافية التي نراها اليوم منتشرة في بلاد العالم للسهر على رعاية لغات معينة كالفرنسية والإنجليزية. إن اللغة العربية ليست مهمة لأبناء الأمة العربية وحسب إنما هي كذلك لكل من اتخذ الإسلام ديناً أياً كان موطنه على سطح الكرة الأرضية. اللغة .. أية لغة هي أم الأمة.. هي انتماؤها.. كيانها.. بل هي وجودها في الكون.إن أصحاب هذه المراكز ينفقون الملايين في سبيل الدعاية لمراكزهم وثقافتهم ونشر لغتهم على حين أن الإسلام يجعل من البلاد التي ينتشر فيها شعوب راغبة في تعلم لغته وما أكثر أن نسمع أصواتاً ترتفع في تلك البلاد مطالبة بإرسال المدرسين العرب لتعليم اللغة العربية أو المطالبة بقبول أبنائهم في مدارس البلاد العربية وجامعاتها ليتعلموا اللغة العربية . والأدب العربي هذا المرج الخصيب الجميل لم يسلم من أيدي اللصوص ومحترفي التشويه لإفساد جماله وروعته . الأدب العربي الذي يكفيه أن يحمل مسمى ( أدب ) هذه الكلمة الأخلاقية المحمودة شكلاً ومضموناً أغاروا على حصنه المنيع فكسروا سياجه وأبوابه وعاثوا فساداً وتخريباً في تكويناته الداخلية لأن الأدب كما قلنا هو ميدان اللغة العربية وأن اللغة هي أداة الدين وهي لغة القرآن الكريم . فاستغلوا وسائل الإعلام من صحافة وإذاعة وتليفزيون وبذلوا أقصى جهودهم لجعل الأدب يغير مساره الهادف فركبوا تياره ورفعوا فوق مراكبهم رايات القرصنة علناً . يقول الأستاذ أنور الجندي : وهم عن طريق الأدب يهاجمون الإسلام في أعظم معطياته تحت اسم التراث ويقدمون الجنس في أسوأ صورة عن طريق الكلمات المضللة ويهاجمون الفصحى عن طريق الشعر الحر والعامية والشعر المنثور أو قصيدة النثر . نعم رفعوا رايات القراصنة علناً فدعوا إلى الرمز في القصة والشعر ودعوا إلى استعمال الرموز الوثنية المجوسية والإغريقية ودعوا إلى الحداثة وهاجموا التراث الإسلامي ودعوا إلى ما هو أسوأ من ذلك وأشد خسة وخصومة للإسلام ولغته . دعوا إلى العامية نطقاً وإلى اللاتينية كتابة ولقد تزعم ذلك كثير من الرواد - حسبما يسمونهم - ولقد انبرى لهذه الهجمة الصارخة رجال غيورون على أمتهم ودحضوا شبهاتهم وحاولوا إيقاف هذا الزخم المتدفق من الحقد . فكتب في ذلك العقاد والرافعي والدكتور الشرباصي ود. مازن المبارك ود. عدنان النحوي ود. مرزوق بين صنيتان والأستاذ أنور الجندي والشيخ محمد قطب والشيخ عوض القرني وغيرهم ... إن اللغة العربية ليست مهمة لأبناء الأمة العربية وحسب إنما هي كذلك لكل من اتخذ الإسلام ديناً أياً كان موطنه على سطح الكرة الأرضية . اللغة .. أية لغة هي أم الأمة .. هي انتماؤها .. كيانها .. بل هي وجودها في الكون. ولغتنا العربية لنا – أمة العرب – هي علاوة على ذلك كله هي شرفنا الرفيع ولا نستطيع أن نعتز بأنفسنا ما لم نعتن بلغتنا .. ولا نستطيع أن نعتز بلغتنا ما لم نكن لها الحماة والسور المنيع والحصين.