تجمّع آلاف الأهوازيين من مختلف مدن إقليم خوزستان في إيران، والذي تسميه العرب عربستان، الخميس، وشكلوا حزامًا بشريًا بطول 5 كيلو مترات على ضفاف نهر كارون في مدينة الأهواز عاصمة إقليم عربستان. وهذا ثاني حزام بشري يقام خلال أسبوعين بدعوة من ناشطي المجتمع المدني الأهوازي. وبحسب «العربية» قدم آلاف الشباب والشابات يحملون لافتات باللغات العربية والفارسية والإنجليزية تعبر عن امتعاضهم واحتجاجهم على الكوارث البيئية الناتجة عن نقل مياه كارون وتلوث مياه الشرب وانخفاض حاد لمستوى المياه، ما أدى الى انتشار الأمراض والأوبئة. ولم يقتصر الأمر على هذا، بل يتم محاربة المواطنين العرب حتى في لقمة عيشهم من خلال منع الزراعة بحجة شح المياه، بالإضافة الى انتشار التصحر، ما يسرع من وتيرة تنفيذ سياسات التغيير الديمغرافي وعمليات التهجير التي تمارس منذ عقود ضد الشعب العربي الأهوازي. الجدير بالذكر أن مديرة منظمة البيئة الإيرانية الدكتورة معصومة ابتكار أيّدت مطالب المحتجين بعد أن أمطرها مئات الناشطين بالتعليقات على صفحتها على «فيسبوك» وطالبوها بالتدخل واتخاذ موقف تجاه ما يجري من إجحاف بحق نهر كارون. وقالت ابتكار في تصريح لها على موقع منظمة البيئة الإيرانية إنها مع حملة الحزام البشري للاحتجاج على نقل مياه نهر كارون إلى أصفهان وتعارض تجفيف هذا النهر الحيوي، وبالتالي حرمان الناس من مياه الشرب والزراعة وتدمير الأراضي الزراعية واستفحال الكوارث البيئية. وأدت الضغوط الشعبية وحراك ناشطي المجتمع المدني الأهوازي الى إجبار المحافظ وكذلك مندوبي مجلس الشورى (البرلمان) على أن يتخذوا موقفًا مؤيدًا لهذه الحملة الشعبية. وقال شريف الحسيني، مندوب مدينة الأهواز في البرلمان، إنه «كان قد وجّه نداءً لرئيس الجمهورية حسن روحاني خلال جلسات البرلمان وكذلك في لقاءات خاصة، مطالبًا إياه بضرورة التدخل واتخاذ موقف حازم من أجل السماح بمشروع نقل مياه كارون». على صعيد متصل أشار الدكتور أحمد شهيد، المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إيران، إلى الكوارث البيئية التي يتعرض لها إقليم الأهواز.