كان (مراد) يستيقظ باكرا مع بداية كل يوم دراسي، وقبل شروق الشمس كان يؤدي صلاة الفجر، بعدها يعد نفسه فيلبس ملابس نظيفة ومرتبة ويتوجه الى المطبخ حيث تكون والدته قد اعدت طعام الفطور، فيتناوله مع الحليب الساخن ويخرج للمدرسة. في احد الايام وبعد عودته من المدرسة.. وعندما انهى جميع فروضه المدرسية استأذن من والده في ان يخرج ويلعب مع أصدقائه (نوري) و(عامر) و(سيف).. وبعد الانتهاء من اللعب شعر الجميع بالجوع، وفي طريق عودتهم للمنزل لمح (مراد) بائعا متجولا يبيع فطائر منوعة، كانت الفطائر مكشوفة ومعرضة للهواء، قال (مراد): أريد ان اشتري لي شيئا من هذه. قال (سيف): ولكن الطعام مكشوف! رد (مراد): وماذا في ذلك؟! قال (نوري): ألا ترى الذباب الذي يطير حول الطعام ويحط عليه؟ أجاب (مراد): سآخذ واحدة نظيفة لم تقربها أي ذبابة!!.. صمت الجميع، ولكن (مراد) ابتاع الفطيرة وانصرفوا.. وهم بأكلها وهو بعد لم يعد للمنزل. زما (نوري) و(عامر) و(سيف) فكل منهم سمع كلام الاخر واقتنع به فلم يشتروا من ذلك البائع المتجول أي شيء. وبعد توجه كل منهم الى منزله، شعر (مراد) بتوعك شديد في معدته، واخبر والدته بذلك، فسألته ان كان قد اكل شيئا في الخارج.. وهنا كانت مفاجأتها كبيرة عندما اجاب (مراد): نعم يا أمي وماذا في ذلك؟ أجابته: حسنا هذا هو السبب في آلام معدتك.. وفي لحظات استدعت والده وأخذه الى اقرب مستشفى. وهناك بدأ الطبيب بفحصه واعطاه جرعة من (المغذي الصحي) وامره بملازمة الفراش هذا اليوم.. اطمأن والده على صحته وعاد للمنزل، ووعده بان يزوره في المساء. في هذه الاثناء عرف الاصدقاء بما اصاب (مراد) فاجتمعوا وقرروا زيارته في المستشفى، وحمل كل واحد منهم وردة لصديقهم (مراد).. تفاجأ (مراد) بحضور اصدقائه، وفرح بهم كثيرا، وشعر أيضا بالخجل لانه لم يستمع الى نصائحهم، فقال بأسف شديد: الآن عرفت مخاطر الاكل من الطعام الملوث ولن أفعلها مرة اخرى. قال (عامر): حسنا.. ولكن ما يهمنا الآن هو الاطمئنان على صحتك.. وهموا بالخروج. بعدها حضر والد (مراد) اليه، واستعد الاثنان للانصراف.. ركبا السيارة.. وكالمعتاد لم ينس (مراد) ربط حزام الامان لان السلامة قبل كل شيء. في اليوم التالي، كانت صحة (مراد) قد تحسنت فقرر استئناف دراسته، وفي الفصل، اندهش (مراد) بزملائه الطلاب عندما قدموا له هدية جميلة عبارة عن حصالة نقود كبيرة مغلفة بغلاف ملون وجميل، وذلك بمناسبة شفائه وحضوره اليهم سالما. وهنا استأذن (مراد) من المعلم في ان يحكي لزملائه قصته كاملة، وان يشكرهم على وقوفهم الى جانبه في محنته. وحكى لهم بالتفصيل ما جرى، فاستفادوا من قصته دروسا عظيمة كان اهمها: عدم الأكل من اي طعام مكشوف ملوث، لان الاهتمام بنظافة كل شيء امر مهم، وكذلك الوفاء للصديق بمساعدته وقت الشدة والرخاء، وان الناس دائما للناس.. والكل بالله يستعين.. ربوع عبدالله الزريع