تنتشر سيارات البوفيهات المتحركة في الأماكن العامة بالمملكة، وعلى الرغم من حرص أمانات المناطق والبلديات على منعها، إلاّ أنّها في تزايد مستمر، حيث تجوب الأماكن العامة ويقبل عليها الأطفال والكبار على الشراء منها، وقد يصابون بنزلات معوية؛ بسبب البكتيريا الموجودة في المأكولات المكشوفة التي يشترونها، إلى جانب استخدام حليب منتهي الصلاحية، واستخدام مواد مخزنة في "البليلة" وغيرها، بالإضافة إلى عدم التزام بعض العاملين في هذه السيارات بالنظافة. تسمم غذائي وذكر "عبدالعزيز" -عامل في سيارة آيسكريم- أنّه ينظف الماكينة المصنعة بعد انتهاء العمل مباشرة، معترفاً أنّه يستخدم أدوات تنظيف رخيصة؛ لارتفاع أسعار الجيدة، حيث يحدد الإقبال على السيارة ومردود البيع فيها شراء الأدوات المستخدمة في تصنيع "الآيسكريم" وأدوت التنظيف. وبيّن "عبدالرحمن" -بائع متجول- أنّه يجهز سيارة "الآيسكريم" بأدوات نظيفة، وينظم "البسكويت" ويضعه في ورق ناعم، مبيناً أنّه لا يلمسها بيد عارية؛ حتى لا تنتقل البكتيريا من الأشياء التي يلسمها إلى المأكولات، ويصاب المشتري بالتسمم الغذائي. ولفت "محمد علي" -طفل- إلى أنّه يشتري "الآيسكريم" بشكل مستمر من السيارات المتجولة، مبيّناً أنّه لم يشعر بأي الآم في بطنه، ولم يصب بتسمم بسبب "البليلة" أو "الآيسكريم" منوهاً بأنّه لو أصيب فلن يكرر المحاولة. مخالفة النظام ونوّه "محمد الصفيان" -مدير قسم الإعلام في أمانة المنطقة الشرقية- بأنّ أمانة المنطقة الشرقية تمنع البيع المتجول، حيث توجد تعليمات واضحة وصريحة بالمنع، ويحضر على سيارات "الآيسكريم" و"البليلة" البيع في الأماكن العامة وداخل الأحياء السكنية وعند المدارس، مضيفاً أنّه تم القبض على عدد كبير من البائعين، والأمانة ممثلة في البلديات تكافح المخالفين للنظام من أصحاب سيارات البيع المتجولة، حيث قبضت البلديات في المنطقة الشرقية على نحو (95%) من البائعين، موضحاً أنّ الأمانة تمنع البيع المتجول لأسباب عدة؛ أولها عدم الإنسجام مع الرقابة الصحية، بالإضافة إلى أنّ مصدر المواد المستخدمة في صناعة المأكولات مجهولة، وقد تضر بالمستهلك في نهاية المطاف. صحة المستهلك وشدد "الصفيان" على أنّ الأمانة منعت البيع المتجول حرصاً على صحة المستهلك، مشيراً إلى وجود مراقبين ميدانيين بشكل مستمر يؤدون دورهم على أكمل وجه، مبيّناً أنّ الرقابة الصحية تحول دون تلوث الغذاء عبر سلسلة من الإشتراطات على الشركات المنتجة، فلا بد أن تكون نظيفة، ومعقمة، ومغلفة جيداً، ولا يدخلها الهواء بعد التغليف والكبس، بينما أصحاب السيارات لا يلتزمون بالشروط التي تضمن عدم انتقال الجراثيم والمكروبات إلى المستهلك، داعياً المواطنين إلى عدم التعاون مع بائعي السيارات المتجولة؛ بسبب جهل المواد المستخدمة في التصنيع، متمنياً أن يتم التبليغ عبر رقم الأمانة (940). مواد ملوثة وقال "د.محمد آل محروس" -باحث وإستشاري في مجال علوم الميكروبات الإكلينيكية-:"من المهم أن يكون المراقب الصحي خبيراً في مجال الميكروبات، وليس موظفاً عادياً يؤدي دوراً روتينياً، حيث يبدأ التسمم الغذائي في الانتشار حينما يتناول الشخص مادة غذائية مُعينة ملوثة بإحدى أنواع البكتيريا التي تُسببه، أو بالتعرض لسمومها الموجودة في تلك المادة الغذائية، وعادة ما يكون المصدر محلا معينا يتم تحضير الغذاء فيه بطريقة لا تتفق مع الشروط والمعايير الصحية العامة، حتى وإن ظهر ذلك المحل أو المطبخ على أنه جميل المظهر، وهذا ما قد يشاهده العميل في السيارات المتنقلة التي تبيع الأطعمة الباردة أو الساخنة"، مستدركاً:"هناك فرق بين الحالة الغذائية الباردة والساخنة، ففي الساخنة تموت البكتيريا، إلاّ أنّها تنمو حينما يبرد الغذاء لتنتقل للجسم بعدها، وهنا لا بد من فرض نظام متخصص من قبل المؤسسات الرسمية ممثلة في البلديات، إذ لا بد أن يكون للمختص الصحي دور في التحاليل التي تكشف عن الميكروب الذي لا يُرى بالعين المُجردة أو السم الذي يفرزه". الرقابة البلدية تحد من تجولهم أمام المدارس والأماكن العامة مرحلة التبريد وأضاف "آل محروس" أنّ الواقع العملي في تحضير الأطعمة هو الذي يترك أثره، مبيّناً أنّ لبس "القفازات"، والتنظيف، والتعقيم الإحترافي يقلل من نسبة احتمال الإصابات بتسمم غذائي، لافتاً إلى أهمية معرفة كيفية تحضير الأطعمة، حيث إنّ أي خطأ في عملية التحضير يضر بالمستهلك، كاستخدام الأدوات نفسها التي تستخدم للتجهيز والحفظ، أو أن تكون المواد ليست من المواد ذات المواصفات العالية في الجودة، مشيراً إلى أنّ منظر سيارات "الآيسكريم" كافٍ حتى يمتنع الأشخاص عن الشراء خصوصاً وأنّ ما تبيعه يمر بمرحلة تبريد؛ مما يعني عدم قتل البكتيريا والجراثيم -إن كانت موجودة-، كما أن هناك سموما لبعض البكتيريا تؤدي إلى الإصابة بالتسمم الغذائي. المكورات العنقودية وأشار "آل محروس" إلى أنّ هنا ميكروبات تسبب نزلات معوية، سواء كانت بكتيرية أم فيروسية أم طفيلية أم فطرية، حيث ستتكاثر حينما يتدنى مستوى الصحة، مبيّناً أنّ مدة الإصابة بالنزلات المعوية تتراوح ما بين يوم وعشرة أيام، ناصحاً بالابتعاد عن الأكل خارج المنزل، والتفكير الجاد في لنتائج التي قد تنجم عن المغامرة، خصوصاً مع الأطفال، لافتاً إلى أنّ أشهر مُسببات التسمم الغذائي الجرثومي هي المكورات العنقودية (Staphylococcus aureus)، وهي بكتيريا كروية الشكل ذهبية اللون سبحية؛ لأنّها تتكاثر في شكل تجمعات بهيئة عنقود العنب، وتتحمّل تركيزات عالية من الملح، وينشط نموها في وجود الهواء -حتى ولو بكميات قليلة-، وتقلّ في عدم وجود الهواء، ويحملها الإنسان بواسطة الجلد، خصوصًا في الدمامل، والقروح، والجروح، أو بواسطة إفرازات الجهاز التنفسي كالزفير، والكحَّة، والعطاس، أو حتى في داخل فتحات الأنف، والتي تشكل مصدرا للعدوى حينما يلامس بائع الغذاء أنفه ومن ثم يُحضًر الغذاء، وتظهر أعراض الإصابة بهذا الميكروب خلال ما بين ساعة إلى ست ساعات.