أكد فضيلة إمام المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير أنه بالتقوى تحل الخيرات وتنزل البركات وتندفع الشرور والآفات ، وعلى المؤمن أن يصون نفسه عن كل فعل يعود عليه منه سبة أو يعلق به منه عار ؛ فربما سقطت وجلبت فضيحة لا تطفئ نارها وأن العبد يسهو ويهفو والله يمحو ويعفو ، والعبد يفجر ويذنب والله يغفر ويستر ، والله سبحانه لا يفضح عباده ويلقي عليهم ستره فهو الستر وصاحب الغفران ، فلله الحمد على ستره الجميل وبره الجزيل . وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم :” من شعفه الهوى وضعف عن المجاهدة فليستتر بستر الله تعالى ولايجاهر بمعصيته ولايعلن بفجوره ويلزمه مع ذلك التوبة والإنابة والندم على ما صنع والإقلاع عما فعل ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملا، ثم يصبح قد ستره ربه، فيقول: يا فلان! قد عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه ). فيا عجبا ممن يفاخر بفواحشه وقبائحه يقصها على أقرانه ويزينها لأصحابه ، نعوذ ا بالله من الضلالة والجهالة والغواية “. وحذر الشيخ البدير صنفا من الناس تهفو نفسه إلى معرفة الخفايا والأسرار وتتبع العورات وقال : الحذر الحذر .. فإن طالب الوديعة خائن وخاطب السر عدو ، وإن نبينا وقدوتنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول ( إنى لم أؤمر أن أنقّب عن قلوب الناس ولا أشقّ بطونهم ). وأوضح فضيلته أن دين المسلمين هو دين الستر والتزكية والنصيحة لا دين الهتك والفضح وإشاعة الرذيلة وقال : على المسلمين أن يظهروا المحاسن وأن يستروا القبائح وأن يشهروا الخير والنصائح وأن يغطوا العيوب والفضائح ، ومن عمل من مسلم فجورا أو قصورا فلا يظهر للناس زلته ولا يشهر بين الخلق هفوته ولايكشف ستره ولايقصد فضيحته بل يخفي عيوبه ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يستر عبدٌ عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة ) . وأكد فضيلته أنه من تتبع عورات المسلمين والمسلمات والتمس معايبهم ومساوئهم وأظهرها وأشهرها بقصد فضحهم والإساءة إليهم وتشويه سمعتهم والحط من قدرهم فقد ارتكب فعلا محرما وأمرا مجرما لايقدم عليه إلا خسيس الطبع ووضيع القدر وساقط المنزلة. و قال إمام وخطيب المسجد النبوي : إنه كم يسوؤنا ما وقع فيه بعض الأغراب ونحى نحوه بعض الأشرار من إذاعة الأسرار وإشاعة الخفايا والأخبار وتتبع الزلات والهفوات ونشر المعايب والسقطات والتعير والتشهر عبر المجالس والمجامع والمنتديات والجوالات والمواقع والصفحات والقنوات ، حتى صارت الفضائح تزف للناس ، فهذه فضيحة فلان بن فلان ! ، أي حال هذه ؟ حرمة المسلم تنتهك وسره يذاع وذنبه يشاع وعرضه يباع ، عمل ذميم لم يقتصر أذاه على المفضوح وحده بل ربما تعداه إلى أسرته وعشيرته وقبيلته ومجتمعه حتى صارت تلك الأفعال سببا للطعن في أهل الإسلام وتشويه سمعتهم والنيل من عقيدتهم ودينهم وبلادهم ، فعلى المسلمين أن يتقوا الله وأن يظهروا المحاسن وقيم الإسلام وأن ينشروا البر والخير والإحسان .