أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم المسلمين بتقوى الله التي هي زاد كل راج ووازع كل خائف وبها يرزق المرء من حيث لا يحتسب، ويلوح له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا، وقال في خطبة الجمعة امس في المسجد الحرم :" إن الخصومة بلاء والصلح رحمة والصلح والتصالح ما وقع في أمة إلا زانها ولا نزع من أمة إلا شانها والصلح نهج قويم ومنار لكل تائه في مهامه الخصومة، وهو جائز بين المؤمنين في الحقوق وواجب لنزع فتيل التباغض والتدابر به يقرب البعيد و يتسع المضيق وبه تهزم الأنانية وينتصر الإيثار وفي الصلح قال تعالى ( وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ). وقال إمام وخطيب المسجد الحرام: إن الأسرة المسلمة أصل المجتمع المسلم وصورة المجتمع الكلية إنما هي ترجمان لواقع الأسرة فإذا دب في الأسرة روح الخلاف والتنازع و الخصومة فإن التشتت لها وللمجتمع ما منه بدٌ، ويتأكد الأمر في حق الزوجين لأنهما أساس الأسرة ثم إن المترقب لواقع مجتمعه ليرى بعين قلبه ورأسه ما تعانيه الحياة الزوجية من تفكك لدى كثير من الأزواج كل ذلك بأتفه الأسباب، فقد تطلّق المرأة في نقصان ملح أو قفل باب فتطلق حينها عدد نجوم السماء. وأكد الدكتور الشريم أن ديننا الإسلامي الحنيف حث على الإصلاح بين الأزواج ورأب صدع البيت المسلم حتى لا ينهار فيهتز كيان المجتمع برمته. وفي المدينةالمنورة حذر فضيلة إمام المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير صنفا من الناس تهفو نفسه إلى معرفة الخفايا والأسرار وتتبع العورات وقال: الحذر الحذر .. فإن طالب الوديعة خائن وخاطب السر عدو، وإن نبينا وقدوتنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول ( إنى لم أؤمر أن أنقّب عن قلوب الناس ولا أشقّ بطونهم ). وأوضح فضيلته أن دين المسلمين هو دين الستر والتزكية والنصيحة لا دين الهتك والفضح وإشاعة الرذيلة وقال: على المسلمين أن يظهروا المحاسن وأن يستروا القبائح وأن يشهروا الخير والنصائح وأن يغطوا العيوب والفضائح، ومن عمل من مسلم فجورا أو قصورا فلا يظهر للناس زلته ولا يشهر بين الخلق هفوته ولايكشف ستره ولايقصد فضيحته بل يخفي عيوبه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا يستر عبدٌ عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة". وقال إمام وخطيب المسجد النبوي: إنه كم يسوؤنا ما وقع فيه بعض الأغراب ونحى نحوه بعض الأشرار من إذاعة الأسرار وإشاعة الخفايا والأخبار وتتبع الزلات والهفوات ونشر المعايب والسقطات والتعير والتشهر عبر المجالس والمجامع والمنتديات والجوالات والمواقع والصفحات والقنوات، حتى صارت الفضائح تزف للناس، فهذه فضيحة فلان بن فلان! ، أي حال هذه؟ حرمة المسلم تنتهك وسره يذاع وذنبه يشاع وعرضه يباع، عمل ذميم لم يقتصر أذاه على المفضوح وحده بل ربما تعداه إلى أسرته وعشيرته وقبيلته ومجتمعه حتى صارت تلك الأفعال سببا للطعن في أهل الإسلام وتشويه سمعتهم والنيل من عقيدتهم ودينهم وبلادهم، فعلى المسلمين أن يتقوا الله وأن يظهروا المحاسن وقيم الإسلام وأن ينشروا البر والخير والإحسان.