حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح البدير في خطبة الجمعة أمس من تتبع العورات والفضائح ونشرها في المجالس والمنتديات أو عبر وسائل الاتصالات المختلفة " كم يسوؤنا ما وقع فيه بعض الأغرار من نشرهم المعايب والتعيير والتشهر عبر المجالس والمنتديات ووسائل الاتصالات حتى أصبحت القبائح تزف للناس زفا فهذه فضيحة فلان ابن فلان وهذه فضيحة فلان ابن فلان , فأصبح سر الملسم يذاع وعرضه يباع بل ربما تعدى ذلك ليشمل قبيلته وبلده ومجتمعه وربما أخذ البريء بجريرة المخطئ , وأصبح ذلك طعنا في أهل الإسلام والنيل من عقيدتهم ,فاتقوا الله أيها المسلمون وأظهروا محاسنكم وقيمكم وشيمكم وانشروا خيركم وإحسانكم". وشدد فضيلته على أن من كان ضرره متعديا وفساده باديا وأذاه ظاهرا كمن كان داعية إلى بدعة أو فتنة أو مروجا لرذيلة أو متعاطيا للسحر والشعوذة والكهانة أو كان مروجا للمخدرات والمسكرات والمنبهات والمفترات أو كان ساعيا لشق عصا المسلمين أو تفريق جماعتهم أو زعزعة استقرارهم وأمنهم أو كان أمينا على مصالح المسلمين فخانهم أو أمينا على صدقات أو أوقاف أو أيتام فخان الأمانة فلا يحل الستر عليه , ووجب رفع أمره لولي الأمر أو نوابه لقطع الفساد ولحماية المسلمين من إفساده وليس ذلك من الغيبة المحرمة بل هو من النصيحة الواجبة. وقال فضيلته : يتصون المؤمن عن كل فعل تعود عليه فيه سبة , ويعلق به منه عار وتلحقه به دنية ومعابة ورب سقطة جلبت فضيحة لاتطفأ نارها ولا تخمد , والعبد يسهو ويهفو والله يمحو ويعفو والعبد يذنب ويفجر والله يغفر ويستر والله حليم حيي ستير , وكيف يتصور الأمر لو كانت الخلوات بين الخلق بادية والغدرات على الناس غير خافية , فلله الحمد على ستره الجميل ,وبره الجزيل. وأضاف : من شعفه الهوى وضعف عن المجاهدة ولم يدع الجهل , فليستتر بستر الله جل وعلا ولا يجاهر ولا يعلم بفجوره ويلزمه مع ذلك التوبة والإنابة والندم على ما صنع والإقلاع عما يفعل , قال صلى الله عليه وسلم : " كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل في الليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عليه " فيا عجبا ممن يفاخر بفواحشه وجرائمه يقصها على أقرانه ويزينها لأصحابه نعوذ بالله من الضلالة والجهالة والغواية , ومن الناس من تهفو نفسه لمعرفة الخفايا والأسرار وتتبع الحوادث والأخبار فالحذر الحذر فإن طالب الوديعة خائن وخاطب السر عدو ومتتبع الأخبار غادر , ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول : " إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم ". وقال الشيخ البدير: دينكم دين الستر والتزكية والنصيحة لادين الهتك وإفشاء الرذيلة , فأظهروا المحاسن والممادح واستروا المساوئ والقبائح , وأشهروا الخير النصائح وغطوا الفضائح ومن علم من مسلم قصورا وفجورا فلا يظهر للناس زلته ولا يكشف ستره قال صلى الله عليه وسلم : " لا يستر عبد عبدا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة " ,ومن تتبع عورات المسلمين والمسلمات وأظهرها وأشهرها بقصد تشويه سمعتهم والحط من قدرهم فقد ارتكب فعلا محرما لا يقدم عليه إلا خسيس الطبع ساقط المنزلة.