قبل تطبيق اتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك، والدول الحليفة لخفض إنتاجها ب 1.2 مليون برميل يومياً، سجل إنتاج دول المنظمة من النفط في الشهر الماضي أكبر انخفاض له منذ حوالي عامين. وفي إشارة إلى شعور دول أوبك بأهمية خفض الإنتاج لوقف تراجع أسعار الخام، قلصت السعودية، أكبر مصدر نفط في العالم، صادراتها من الخام الشهر الماضي ب 500 ألف برميل يومياً، حسب تقديرات وكالة بلومبرغ الأمريكية للأنباء. وجاء خفض المملكة لصادراتها النفطية متوافقاً مع تراجع غير مقرر لصادرات النفط الإيراني، بعد العقوبات الأمريكية على طهران، واضطراب إنتاج النفط في ليبيا بسبب المشاكل الأمنية. وبحسب بيانات أوبك، تراجع إنتاج المنظمة في الشهر الماضي 530 ألف برميل يومياً إلى 32.6 مليون برميل يومياً، في أكبر تراجع للإنتاج منذ يناير 2017، عندما وضعت المنظمة استراتيجيةً واضحةً للحد من فائض النفط في الأسواق العالمية بعد زيادة إنتاج الولاياتالمتحدة من الزيت الصخري آنذاك. يذكر أن تجمع أوبك والدول النفطية الحليفة من خارج المنظمة، وفي مقدمتها روسيا والمعروف باسم “أوبك بلس” اتفق في 7 ديسمبر الماضي على خفض الإنتاج ب 1.2 مليون برميل يومياً، لمدة 6 أشهر بدايةً من 1 يناير الحالي. ورغم الاتفاق، استمر تراجع أسعار الخام لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من عام. من ناحية أخرى، ارتفعت أسعار التعاقدات الآجلة لخام برنت القياسي للنفط العالمي أمس الأربعاء،5.1% إلى حوالي 56 دولاراً للبرميل، ما يقل ب 35% تقريباً عن أعلى مستوى له منذ 4 سنوات وصله في أكتوبر الماضي. يأتي ذلك فيما يشعر المتعاملون في سوق النفط العالمية، بأن خفض إنتاج دول “أوبك بلس” غير كافٍ للحد من المعروض في الأسواق في ظل تزايد إنتاج الزيت الصخري في الولاياتالمتحدة. كما يشعر المتعاملون بالقلق من احتمال تباطؤ الطلب على النفط نتيجة تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، واستمرار النزاع التجاري بين الولاياتالمتحدة والصين.