} قفزت اسعار النفط في الاسواق الدولية أمس بعدما نوه وزير النفط السعودي علي النعيمي الى احتمال خفض انتاج منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك أكثر من مليون برميل يومياً للجم تدهور اسعار الخام التي هبطت الى ادنى مستويات تسجلها منذ منتصف عام 1999. لندن، مراكش، الجزائر - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - أثار وزير النفط السعودي تكهنات جديدة في شأن حجم خفض الانتاج الذي قد تقره "أوبك" في اجتماعها الوزاري في فيينا في 14 الجاري عندما قال ان المنظمة تحتاج لخفض الانتاج باكثر من مليون برميل يوميا لدعم اسعار النفط المتداعية. وأضاف النعيمي للصحافيين على هامش مؤتمر في مراكش عن التغيرات المناخية أمس: "مليون برميل يومياً لا تكفي. هذا الرقم مزحة". ورداً على سؤال عما اذا كانت "أوبك" قد تخفض انتاجها بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً، قال: "خفض الانتاج بمقدار 1.5 مليون برميل هو خيار سهل... اذا خفضنا الانتاج بمقدار 1.5 مليون برميل سيكون ما يبعث على السعادة ان تساهم دول من خارج أوبك بخفض 500 الف برميل يومياً". وقال النعيمي انه ما زال على ثقة ان بامكان المنظمة اعادة الاسعار الى المستوى المستهدف بين 22 و28 دولاراً للبرميل لسلة خامات "أوبك" على رغم تباطؤ الاقتصاد العالمي. وتابع النعيمي ان الامر المهم هو السعر. ويظهر ذلك ان النعيمي أحد ابرز وزراء "أوبك" ما زال يرى فائدة أكبر لعائدات "أوبك" من ارتفاع الاسعار مع خفض الكميات بالمقارنة مع الحفاظ على حصة المنظمة في السوق امام ارتفاع الكميات التي تنتجها دول من خارجها والمجازفة بانهيار الاسعار. وقال النعيمي رداً على سؤال عن رأيه في اتجاهات اسعار النفط: "لست متشائماً او متفائلاً انا الان في وضع محايد". وقفز سعر خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم كانون الاول ديسمبر في بورصة النفط الدولية في لندن الى 20.20 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 79 سنتاً للبرميل لكنه تراجع بعد الظهر الى 19.95 دولار. وتدهور خام "برنت" في وقت سابق من الاسبوع الجاري الى 18.81 دولار، وهو ادنى بما يزيد على ثمانية دولارات من السعر قبل هجمات 11 أيلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة. وقالت وكالة انباء "أوبك" أمس نقلاً عن أمانة المنظمة أن سعر سلة خامات المنظمة السبعة ارتفع أول من أمس الى 17.67 دولار للبرميل من 17.56 دولار يوم الثلثاء الماضي. وهذا هو اليوم الثالث والثلاثين على التوالي الذي تظل فيه السلة أقل من الحد الادنى الذي تستهدفه "أوبك" وهو 22 دولاراً للبرميل. وقال لورانس ايغلز المتعامل في سوق النفط في شركة "جي. ان. اي": "التصريحات السعودية تدعم الاسعار بالتأكيد في الاجل القصير لكن أوبك تواجه عدواً قوياً يتمثل في تباطؤ الاقتصاد العالمي". وخفضت "أوبك"، المسؤولة عن نحو 60 في المئة من صادرات العالم من النفط، انتاجها بالفعل بمقدار 3.5 مليون برميل يومياً هذه السنة، وخفض الانتاج بمقدار 1.5 مليون برميل اخرى سيصل بسقف انتاج الدول العشر المشاركة في الحصص في المنظمة الى 21.7 مليون برميل يومياً، أي بانخفاض 19 في المئة هذه السنة واقل بكثير من عام 1999 عندما مهدت سلسلة من تخفيضات الانتاج الطريق امام ارتفاع سعر الخام الى 35 دولاراً للبرميل. وسعت المنظمة الشهر الماضي لحشد تأييد منتجين كبار من خارجها مثل المكسيك والنرويج وروسيا على خفض انتاجها لدعم الاسعار. واقر النعيمي بالصعوبة التي تواجهها "أوبك" في محاولة اقناع دول من خارجها بتغيير رايها، قائلاً ان سلطنة عمان فقط حتى الان هي التي تعهدت ل"أوبك" بالمشاركة في خفض الانتاج. وتابع: "ولم تقل المكسيك وروسيا والنروج انها ستخفض انتاجها". وتتوقع الاسواق ان تزيد هذه الدول الثلاث انتاجها السنة المقبلة. وقال وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل الذي يتولى حالياً رئاسة"أوبك" ان المنظمة ستقرر على الارجح تخفيض انتاجها بمعدل مليون برميل يومياً.