الرياض - الوئام مقابلة هامة لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية أوضح خلالها ما أكدته الممكلة العربية السعودية منذ بداية قضية المواطن السعودي الإعلامي جمال خاشقجي، رحمه الله، أنها الأكثر حرصا ومسئولية عن أمن وسلامة مواطنيها ولا تتخلى عن حقوقهم مهما كانت المسببات. تصرحات وزير الخارجية السعودي أكدت أن مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول كان “خطأ كبيرا وجسيما” ووعد أسرته بمعاقبة المسؤولين عن ذلك، مضيفا أن الرياض “تجهل مكان وجود جثة” خاشقجي، منبها على أن العلاقات السعودية-الأمريكية ستتجاوز هذه القضية. وعن الشكوك بشأن تفسيرات وفاة خاشقجي، قال الجبير إنه” كان لدينا فرد معين جاء إلى القنصلية واتصل به أفراد من فريق الأمن السعودي وقالوا لنا إنه ترك الصراع وغادر، وعادوا للسعودية لتقديم التقرير لهذا الغرض، مضيفا أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أرسل فريقًا للتحقيق في تركيا مع السلطات التركية. التقارير التي كنا نحصل عليها من تركيا ولم تتوافق التقارير التي قدمها الفريق لنا بعد عودتهم إلى المملكة العربية السعودية. ثم أوعز الملك إلى المدعي العام بفتح تحقيق وهو ما فعله قبل تسعة أيام واكتشف أن هناك تناقضات واكتشفنا أنه قتل داخل القنصلية. نحن لا نعرف التفاصيل ولا نعرف أين الجثة. المدعي العام أصدر أوامر باحتجاز (18) شخصًا للاستجواب وربما لمحاكمتهم. كما أمر الملك بإقالة عدد من المسؤولين بخصوص هذا الملف. هذا الانتشار هو الخطوة الأولى في رحلة طويلة ونحن عازمون على كشف كل حجر ونحن عازمون على معرفة وإظهار كل الحقائق، ونحن عازمون على معاقبة أولئك الذين وراء جريمة القتل. ونحن عازمون على ضمان أن المؤسسات التي تتعامل مع الاستخبارات تم فحصها وموازنتها في ذلك وضمان أن شيئًا من هذا لا يمكن أن يحدث مرة أخرى”. وقال عادل الجبير، خلال المقابلة “نحن نعمل مع الحكومة التركية ومع زملائنا الأتراك، ونحن نواصل خط الاستجواب، ولدينا نية لمعرفة ما حصل ولدينا نية إظهار جميع الحقائق بخصوص هذا الموضوع. نريد أن نتأكد مما حصل ونريد محاسبة المسؤولين خلف هذه القضية”. وفي رده على سؤال لماذا أخذت المساءلة 18 يومًا لإطلاق الرواية السعودية، بالبداية ثم التصريح أنه خرج من القنصلية ثم حصل صمت لفترة معينة ثم تفاصيل دون إشارة عن الجثة، قال الجبير، “لقد كان لدينا تقارير تشير إلى أنه خرج من القنصلية، وكما ذكرت مسبقًا أن فريق التحقيق الخاص بنا في تركيا اكتشف وجود عناصر تتناقض مع ما كان في تلك التقارير وعندما وصلنا إلى الوقائع الصحيحة بدأ المدعي العام بإجراء التحقيقات وأكد أن التقارير التي وضعت مبدئيًا كانت خاطئة وأن هناك شيئا حصل يعتبر جريمة، وأخذنا خطوات وفقا للنتائج الموجودة، لكن يجب أن لا ننسى عندما يكون لديك أوضاع كهذه ترغب أن تكون المعلومات دقيقة بأكبر شكل ممكن، لا نريد أن نضع افتراضات أو إشاعات، لهذا أخذ الموضوع وقت، وربما نسترجع قضية أبو غريب التي أخذت وقت وإصدار حكومة الولاياتالمتحدة التقارير الأولية لما حدث، وهذه الأمور تأخذ وقتا ويجب أن تكون حذرًا”. وأضاف “ليس لدينا حكومات متسلطة، لدينا ضوابط وتوازنات ولدينا نظامنا، أفراد وراء هذا خارج نطاق السلطة. بكل وضوح هناك خطأ كبير ارتكب ومحاولة للتغطية لما حدث، وهذه الأمور للأسف تحدث ونريد أن نكون متأكدين أن المسؤولين وراء هذه الحادثة سيعاقبون بحسب الإجراءات المتبعة. تاريخنا في السعودية خلال ال 80 سنة الماضية لم يحدث مثل هذا السلوك ولا يمكن هذا السلوك أن يتكرر. هذه العملية خاطئة وسلوك إجرامي والمسؤولين وراءه سيعاقبون. وعن رده على سؤال بخصوص ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يعلم أي شيء بشأن هذا الموضوع، أكد وزير الخارجية السعودي “لم يكن هناك أشخاص قريبين منه، بل كان هناك صور لأشخاص كانوا ضمن فريقه الأمني من وقت لآخر، لكن هذا طبيعي أشخاص أمنيين يتعاملون مع ملف أمني داخلي أو خارجي، والصور المتداولة لا تعني تورطهم بالحادثة على الإطلاق. ولي العهد نفى ذلك، ولي العهد ليس له علاقة بهذا حتى أعضاء الاستخبارات ليس لديهم علاقة بهذا، هذه عملية فردية تجاوزا الأوامر والمسؤولية التي لديهم وارتكبوا خطأ في تل جمال خاشقجي”. وفي جانب من المقابلة، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير “إنه لا يعلم إذا كان الجانب التركي يملك تسجيلات عما حدث في القنصلية أم لا، ولكن هم قالوا إن لديهم تسجيلات، ولم نستمع إليها وليس لدي علم عن أي حكومة استمعت إليها”. وفي رده على سؤال هل تعتقد أن الاستخبارات الأمريكية لديها اعتراض على هذه العملية رفيعة المستوى، قال “لا أعلم، ولكن أتوقع أنه إذا كان لديهم لكان أخبرونا عنها، وأرى الكثير من التوقعات والإشاعات في الإعلام، وأنصح الناس التصرف بوعي وانتظار التحقيقات في تركيا وفي السعودية تظهر نتائجها لكي نعرف حقيقة الأمر”. وأضاف أن “العلاقات السعودية الأمريكية تاريخية واستراتيجية، ولدينا مصالح عظيمة نشاركها معًا، ولدينا علاقات تجارية عظيمة، ولدينا مشاكل في الأمن مهمة للبلدين، ونعمل بشكل قريب من بعض في مواجهة الإرهاب والتشدد وتقوض السياسات العدوانية الإيرانية في المنطقة، ونحاول إحلال السلام في البحر الأحمر والقرن الأفريقي وباكستان وأفغانستان، والعلاقة مهمة بشكل كبير جدًا بين البلدين استراتيجيًا، وأعتقد أنه عندما تنتهي التحقيقات وتظهر الحقائق ويعلم الناس من المسؤول ويرونهم يعاقبوا ويرون الإجراءات توضع في مكانها لعدم تكرار ذلك، وذلك سيجعل العلاقة تتعدى هذه الحادثة”. وتابع، خلال مقابلته مع القناة الأمريكية “مندهش من شخص يبعد 6 آلاف ميل ومتأكد من تفاصيل الحادثة، وليست لديه معلومات أو استخبارات، ولذلك يعد ما قال السيناتور راند بول عن علم ولي العهد السعودي بالواقعة، هو حكم بالعواطف والاحتماليات وليست مبنية على الحقائق، وبخصوص موضوع من يقود السعودية ذلك يعد قرار سعودي ولا أحد آخر غيرها، وباحترام أدعو أعضاء الكونغرس للانتظار إلى أن تصلهم الحقائق ثم يحكموا بناءً عليها، ولكن لا يقفزوا للاستنتاجات بدون انتهاء التحقيقات، وهنالك قانون يكون فيه المتهم بريء حتى تتم إدانته، ولكن الناس للأسف قاموا بقلب ذلك القانون”. وأكد “وضعنا السيناريو المبني على الحقائق التي حصلنا عليها في وقتها، وسوف نستمر في وضع المعلومات الموثوقة حال توفرها، ونحن واضحين بأننا لن نترك صخره بدون أن نكشف عنها، وسوف نحمل جميع المتورطين المسؤولية عن أفعالهم بغض النظر عن مناصبهم، الملك سلمان عازم على استمرار التحقيقات، وعازم على إظهار الحقائق، وعازم على محاربة المسؤولين عن الحادثة، وعازم على وضع سياسات وإجراءات تمنع تكرار حدوث هذه الحادثة مرة أخرى”. وعن سؤال ماذا سيحدث في الذين اعتقلتموهم بشأن هذه الحادثة؟، قال “ذلك يعود على المحكمة لتتخذ قرارها بشأنهم، والمدعي العام سوف يضع العقوبات في حال انتهت التحقيقات، وسوف يتم توجيه المعتقلين إلى المحاكم، والمحكمة سوف توحه لهم عقوبات”. وفي نهاية مقابلته وجه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، رسالة إلى عائلة خاشقجي قائلا “هذه غلطة وكارثة فظيعة، وتعازينا نوجهها لهم، ونشعر بألمهم ونأمل أن ذلك لم يحدث، وأتمنى أننا استطعنا تجنب ذلك، ولكن للأسف ارتكبت غلطة كبيرة جدًا، وأؤكد لهم أن المسؤولين عن ذلك سوف يتحملون عواقب ذلك”.