وصل الى القاهرة اليوم ولي العهد في أولى زياراته الخارجية منذ توليه المسؤولية وسط تساؤلات عن سر بدايته بمصر ،وبالتأكيد لم يأت اختيار مصر لبدء جولات ولي العهد الخارجية عبثا ولكنه قرار مدروس بما تشكله مصر من أهمية سياسية في المنطقة والعالم وشراكة مع المملكة في دعم مكافحة الإرهاب وغيرها من القضايا الشائكة و أكد المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني أن استهلال ولي العهد زياراته الرسمية في مصر دليل على عمق العلاقات التاريخية واستمرار التنسيق المميز للدولتين الكبيرتين. و مصر هي أولى المحطات التي اختارها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ليبدأ بها زياراته الخارجية، منذ توليه ، في 21 يونيو 2017، قبل أن ينتقل فيما بعد إلى أمريكا ولندن وفرنسا.
الرئاسة المصرية تعلن أهمية الزيارة وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي لرئاسة جمهورية مصر العربية إن زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، من الزيارات المهمة جداً، خاصة وأنها أولى الزيارات الخارجية له منذ توليه منصب ولاية العهد. وأضاف راضي، في مداخلة هاتفية على فضائية "دي ام سي"، إن زيارة الأمير محمد بن سلمان، بمثابة محطة تاريخية إضافية، تضاف إلى مسيرة العلاقات بين مصر والسعودية، مشيراً إلى أن الزيارة ستستمر لمدة 3 أيام بداية من اليوم الأحد، وستتضمن عددا من الزيارات الميدانية للمناطق التي تشهد تنمية في مصر. وأوضح راضي، أن الزيارة ستشهد عدد من المباحثات الثنائية، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية تضم أكبر عدد من المستثمرين في المنطقة، وهي أيضا أكبر دولة عربية تستقبل عمالة من الخارج.، خبراء .. لماذا مصر؟ و اختيار مصر لتكون أولى وجهات "بن سلمان" الخارجية له مدلول خاص، في رأي الكثير من الخبراء السياسيين . وفي هذا الشأن أوضح الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، والخبير في شؤون الشرق الأوسط، أن زيارة الأمير محمد بن سلمان لمصر تدل على التقدير السعودي الشديد للقاهرة ومكانتها وأهميتها، وأنها على رأس أولوياتها بجانب الدول العربية، فضلاً عن تأكيد أن حجم العلاقات تجاوز المستوى الدبلوماسي ووصل للحد الاستراتيجي الكامل بالإضافة إلى دول الخليج والأردن، متوقعًا أن تكون الزيارة ناجحة بشكل كبير. وأضاف فهمي إن ولي العهد والسيسي سيناقشان عدد من الملفات الملحة في مجرى العلاقات بينهم، أولهما القمة العربية المقرر عقدها الشهر الجاري بالسعودية، وسبل إنجاحها، وهو ما يتطلب التنسيق مع مصر وغيرها من البلدان العربية المشاركة، بينما الثاني هو التنسيق المصري السعودي قبل طرح المشروع الأمريكي للسلام بين فلسطين وإسرائيل، فضلاً عن تناول تبعيات الأزمة القطرية الأخيرة، خاصةً في ظل مؤتمر حقوق الإنسان المنعقد حاليًا بجنيف، وتشارك به الدوحة التي عرضت به عددًا من التناقضات والتجاوزات ضد دول الرباعي العربي، على حد قوله، كما أنه من المتوقع أن يدعو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دول مجلس التعاون الخليجي ومصر لبحث الأزمة. كما ستشمل الزيارة المستمرة لثلاثة أيام أيضًا، عدد من الملفات المشتركة، كتطورات الأوضاع باليمن وقرارات الملك سلمان الأخيرة لها، حيث يتوقع أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية أن يكون لمصر دور فيها خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين خلال الزيارة. بينما أكد السفير جمال بيومي، نائب وزير الخارجية المصري الأسبق، مؤكدًا أن زيارة ولي العهد السعودي لمصر تؤكد التقدير الضخم من جانبهم تجاه مصر وكونها من أكبر الشركاء للمملكة، بالإضافة إلى أن السعودية الداعم الأول لمصر وصاحب الاستثمارات الأكبر بها. ومن بين أبرز الملفات المطروحة باللقاء أيضًا، في رأي "بيومي"، القضية الفلسطينية والمشروع الأمريكي المقرر طرحه، حيث إن لمصر دور متميز في المصالحة الفلسطينية، بالإضافة إلى مناقضة الأوضاع باليمن وسوريا ولبنان وغيرها من الدول العربية، فضلاً عن تحسين سبل التجارة وزيادة الاستثمار بين البلدين.