أكد خبراء وسياسيون مصريون وعرب ل «عكاظ»، أن زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى فرنسا بعد الولاياتالمتحدة، كانت تهدف إلى الحوار المباشر مع أجهزة ومراكز صنع القرار في هذه الدول، وعرض الملفات الساخنة التي تشهدها المنطقة، واستعراض رؤية المملكة 2030، لافتين إلى أن محادثاته عزّزت علاقات التعاون الثنائي بين البلدين في كافة المجالات، ونشطت الدور الفرنسي تجاه قضايا المنطقة كافة. واعتبر الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء المصري السابق، زيارة ولي ولي العهد إلى فرنسا بعد زيارته الناجحة إلى الولاياتالمتحدة، مؤشراً لنجاح الدبلوماسية السعودية. ورأى السفير الدكتور محمد شاكر رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن زيارة ولي ولي العهد إلى باريس ستنعكس إيجاباً على الموقفين الفرنسي والأوروبي من القضايا العربية. وبيّن الدكتور مصطفى علوي وكيل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أن جولات الأمير الشاب كانت فرصة لعرض رؤية المملكة حتى 2030، لافتا إلى أن ثمرة محادثات الأمير محمد بن سلمان في باريس ستنعكس سريعاً على مسارين رئيسيين هما العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات الاقتصادية والعسكرية والسياسية. وقال السفير سيد أبو زيد المساعد السابق لوزير الخارجية المصري لشؤون الشرق الأوسط السابق «هناك الكثير من النتائج الإيجابية لزيارة ولي ولي العهد لباريس ومحادثاته مع عدد من القادة السياسيين من بينهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، فعلى الصعيد السياسي تعزّز التوافق بين البلدين بشأن غالبية المسائل الإقليمية في الشرق الأوسط والاضطلاع بدور فرنسي أكبر تجاه عدد من الملفات العربية خصوصا الوضع في اليمن وسورية والعراق وليبيا. وتوقع أبو زيد مشاركة باريس بمشاريع إستراتيجية مهمة في المملكة خلال الفترة القادمة، خصوصا في ظل تطلعات الأمير الشاب ورؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى النهوض بالمملكة اقتصادياً بتنويع مصادر الدخل وعدم الاقتصار على النفط. ولفت السفير فتحي الشاذلي سفير مصر لدى المملكة السابق، إلى أن زيارة ولي ولي العهد إلى فرنسا جاءت في إطار مساعي البلدين لترتيب الفوضى الواضحة في المنطقة. وأثنى نائب رئيس الوزراء المصري السابق الدكتور يحيى الجمل، على دبلوماسية محمد بن سلمان، لافتاً إلى أن زيارته تأتي في توقيت بالغ الأهمية نظراً لانتشار الإرهاب. وأكد السفير الدكتور جمال بيومي (مساعد أول وزير الخارجية السابق ومستشار وزير التعاون الدولي)، أن الأمير محمد بن سلمان يسابق الزمن لحماية مصالح شعبه وأمته ومكانتها اللائقة. ولفت السفير الدكتور بركات الفرا مندوب فلسطين السابق في الجامعة العربية وسفيرها السابق في القاهرة، إلى أهمية لغة الحوار المباشر مع الدول والمجتمعات الغربية لعرض وجهات النظر العربية، مبيناً أن الدور الفرنسي بات يشهد نشاطا ملحوظا تجاه القضايا العربية. من جهته، أكد الدكتور محمد كمال رئيس مركز الدراسات الآسيوية، أن الدبلوماسية السعودية باتت تشهد نشاطاً ملحوظاً في عهد الملك سلمان، وقال «إن رؤية المملكة 2030 فرضت نفسها بقوة ولاقت تقديراً وإعجاباً كبيراً من جانب الدول والمجتمعات الغربية، وحظيت بالنصيب الأوفر من لقاءات الأمير محمد بن سلمان في باريس إلى جانب بحث ملف الإرهاب الدولي الذي ضرب باريس والعديد من الدول العربية والأجنبية». وأكد الدكتور محمد صادق إسماعيل مدير المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، أهمية تحركات ولي ولي العهد في عدد من عواصم الدول العالمية والإقليمية. ووصف الدكتور سمير غطاس عضو البرلمان ورئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية والإستراتيجية، زيارة محمد بن سلمان لباريس بالمحطة الهامة كون فرنسا دولة مهمة في الاتحاد الأوربي. وأكد كل من الخبير العسكرى اللواء نصر سالم والدكتور مصطفى الفقي الخبير والمحلل السياسي، والدكتور عمار علي حسن أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن زيارة ولي ولي العهد إلى فرنسا عزّزت الشراكة الفعالة، والتعاون البناء بين البلدين. ولفت اللواء محمود منصور الخبير العسكري والإستراتيجي، إلى أنه تمت خلال الزيارة مناقشة العديد من الملفات الأمنية والعسكرية وسبل مواجهة تنظيم «داعش» والتركيز على التفاهم بين المملكة وباريس حول مستجدات الأحداث في المنطقة العربية، والتنسيق والتعاون العسكريين في مكافحة الإرهاب في المنطقة بشكل عام.