أبدى عدد من أهالي محافظات ومراكز وهجر شمال منطقة القصيم وعلى مدى 30 سنة ماضية تذمرهم واستيئاهم الشدي ازاء روائح كريهة اقلقتهم حيث تنبعث من احدى المشروعات بالمنطقة وتزداد في بعض المواسم خصوصا مع هبوب الرياح الشمالية . حيث تعاني محافظة عيون الجواء ومراكز أوثال وروض الجواء وغاف الجواء والقوارة وغيرهن من المحيطات بالمشروع ، وتستمر المعاناة يوما بعد يوم خصوصا مع التوسع السكاني والعمراني . فيما رفع أهالي المحافظات والمراكز القريبة عدة شكاوي لجهات الاختصاص وتم تشكيل لجان وحتى الآن لم يتم البت في حل جذري للمشكلة . جاء ذلك عقب زيارة إطلع خلالها فريق من إعلاميي منطقة القصيم يوم أمس الجمعة و" الوئام " ترافقهم أثناء زيارتهم لمحافظة عيون الجواء وذلك ضمن جولات الفريق التطوعية الدورية لمدن ومحافظات المنطقة بهدف الإطلاع على أبرز المشاريع القائمة والآثار التاريخية والوقوف على المشاريع المتعثرة ، حيث التقى الفريق الإعلامي أهالي المحافظة والمراكز التابعة لها واستمعوا لأبرز مطالبهم. وأستهل الفريق جولته يرافقهم المهندس صالح بن عبدالله الضالع رئيس بلدية عيون الجواء الذي أوضح في نبذة تعريفية أن محافظة عيون الجواء تقع في الشمال الغربي من منطقة القصيم على بعد ثلاثين كيلومتر عن بريدة وتتبع لها عدة مراكز وقرى منها أوثال غاف الجواء وروض الجواء . وبين الضالع في شرح مفصل عن أبرز مشاريع البلدية المنفذة وتكاليفها بعد ذلك توجه الفريق إلى القرية التراثية القديمة وسوق المحافظة القديم (المجلس) والجامع القديم. واطلع على الجهود المبذولة في هذا الجانب والعمل الذي تقوم به البلدية لترميم تراث المحافظة وتفعيله كمزار ومقصد لإقامة المناشط السياحية والمهرجانات ومنها الجامع الكبير والمدرسة والسوق والمحلات التجارية القديمة الجدير ذكره أن البلدية أنهت المرحلة الأولى لترميم البلدة القديمة التي ضمت المسجد والمدرسة وسور المحافظة القديم وسوف تنطلق المرحلة الثانية وفيها سيتم ترميم المجلس والمحلات التجارية القديمة في مشروع ضخم تقوم به البلدية في هذا الجانب وجهود مبذولة لإبراز الماض العريق الذي زخرت به منطقة الجواء. وشملت الزيارات التراثية جامع روض الجواء التراثي القديم والمدرسة المجاورة وأستمع الفريق لشرح مفصل من الأستاذ عبدالرحمن الصبيحي عن مركز روض الجواء وتاريخه العريق والجامع التاريخي والمدرسة القديمة ومن تخرجوا منها من رجالات خدموا الوطن. ثم أنتقل الفريق لبعض المعالم التاريخية بالمحافظة ومنها الصخرة "صخرة عنترة" وأستمع الوفد لشرح وأفي عن هذه الأثار وبعض المعالم الأخرى بالجواء من الأستاذ الدكتور عبدالله العمير وكيل كلية اللغة العربية والدراسات الاجتماعية للتطوير والجودة بجامعة القصيم الذي أعطى نبذة متكاملة عن تاريخ المحافظة وإرتباطها بالعصر الجاهلي ومراحل تطورها إلى الوقت الحاضر تخلل الشرح مداخلات من الدكتور خالد الزعاق الباحث في علوم الفلك وبعض الاعلاميين. وأتجه الفريق بعد ذلك لجامع ومجمع الملك فهد الثقافي والاجتماعي بالمحافظة الذي يعد أحد المشاريع العملاقة بالمنطقة وشاهد الفريق الجامع وملحقاته . ثم زار الفريق مركز احتفالات عيون الجواء وإطلعوا على أقسامه ومراحل تنفيذه . عقب ذلك أحتفى حمد الربيعان أحد أعيان غاف الجواء وبعض أهالي المركز بالفريق وأستمعوا لبعض المطالب والتي تمثلت في بعض الإحتياجات لخدمات البلدية وأبرزها المطالبة بتوسعة النطاق العمراني من قبل وزارة البلديات. ثم توجه الفريق لزيارة مركز أوثال للقاء أعيان المركز بمنزل أحمد العبدالله الأحمد حيث أستمع الفريق لبعض مطالب المركز وأبرزها معاناتهم مع أحد مشاريع الدواجن المجاورة والتي سببت له معاناة كبيرة وأبدى الأهالي سخط من الروائح التي تنبعث من المشروع الذي نقل لهم أمراض الحساسية وتسبب في ازدياد حالات الربو التي تعدت في مداخلة لاحدهم أنها تجاوزت ( 245 ) حالة وتصاعد تذمرهم واستيائهم مما اضطرهم للرفع الى أمير المنطقة للنظر في المشكلة ولازالوا ينتظرون الحلول التي وعدوا بها من قبل إدارة المشروع . بالإضافة إلى معاناتهم ومطالباتهم بفتح توسع للنطاق العمراني بالمركز الذي سبب لهم تعطيل للبناء وأوقف ترخيص البلدية لمبانيهم، كما طالبوا البلدية ببعض الخدمات الأخرى ومنها السفلتة والإنارة وبعض الخدمات الاخرى وقد تخلل اللقاء نقاش ومكاشفة بين رئيس البلدية بعض أهالي مركز أوثال حيث يلقي الأهالي باللوم على البلدية في عدم وفاءها بمطالبهم تجاه من نقص خدمات البلدية والتباطؤ في تنفيذ مشاريع بالمركز. وقد جاء رد رئيس البلدية وأضح وشفاف في أن المنفذ من المشاريع حسب إمكانيات البلدية ووفق ميزانيتها العامة التي لا تتجاوز ال 46 مليون ريال، فيما قال حيال مشكلة النطاق العمراني أن هذا الموضوع بيد وزارة البلديات وهي لتي تحدد التوسع في النطاق من عدمه. كما أبدوا تذمرهم من سوء الخدمات الصحية واستياءهم من المبنى الحالي للمركز الصحي مضيفين أنه تم تأسيس المركز عام 1384 هجرية ولا يزال في مبنى مستأجر غير مهيأ لبيئة العمل الصحي ويفتقد لأبسط وسائل السلامة ومخارج الطوارئ وقد سبق وأن أوصت لجنة مشكلة بهذا الخصوص عام 1431ه بإخلاء المبنى والبحث عن البديل إلا أن الوضع باقي كما هو . وقد أختتم الفريق الجولة بلقاء رئيس وأعضاء المجلس البلدي بمحافظة عيون الجواء باستراحة البلدية ودار نقاش مطول حول جميع المشاهدات والمطالبات ودور المجلس في قضية ومعاناة المواطنين من مشروع الدواجن، وكذلك ودور المجلس في إيصال صوت المواطن للوزارة حول موضوع طلب الموافقة على توسع النطاق في ما يخدم المواطنين ويرفع الضرر عنه. بالإضافة إلى شكوى المواطنين من نقص الخدمات ودور المجلس في عملية توازن توزيع الخدمات بين المركز. حيث أوضح رئيس المجلس المهندس خالد المطلق أن المجلس يقوم بدوره الرقابي على البلدية من حيث توزيع المشاريع وتنفيذ الاحتياج حسب الاولوية بالإضافة إلى المجلس يقوم بدوره تجاه مطالب المواطنين بدراستها وعرضها وتنفيذ المهم حسب إمكانيات البلدية المتاحة . وبين المطلق أن المجلس قام بدوره فيما يخص قضية مشروع الدواجن وشكلت لجان بهذا الخصوص بالإضافة إلى إدارة المشروع وتم الاجتماع مع أمير المنطقة الذي شدد على إنها معاناة المواطنين وتوقع المطلق أن نهاية السنة الميلادية الحالية ستكون هي نهاية لتنفيذ ما وعدت به إدارة مشروع الدواجن. كما أضاف المطلق ان المجلس بصدد الرفع للوزارة عن معاناة المواطنين فيما يخص إيقاف توسع النطاق العمراني وتحديده والترتيب للاجتماع بالمسؤولين ونقل معاناة المواطنين للمعنيين لعمل المناسب فيما يخدم المصلحة العامة ، وشهدت الجلسة حوارا ساخنا بين الإعلاميين وعدد من الأعضاء تركز حول أهمية تفقد احتياجات المنطقة والكتابة حيال مشاريع المنطقة بشكل متوازن ، فيما وعد الزملاء الإعلاميون بتلبية طلبات الأهالي والكتابة عنها بكل شفافية . رابط الخبر بصحيفة الوئام: بالصور: إعلاميو القصيم يتفقدون آثار عيون الجواء وينقلون المعاناة على مدى«30» سنة