صاحبي لايحب القراءة كثيرا فهو شخص عملي بطبعه يجيد لغة الأرقام أكثر من لغة العيون والمشاعر وفي أيامنا هذه تعتبر ميزة وليست عيبا فهو لايشغل نفسه كثيرا في تحري الهلال أو الحلال ومبدأه الذي يسير عليه أن الأصل في الاشياء الحل وهو ليس قاصدا للحرام بعينه لكنه يحسن الظن وينطلق بسرعة البرق ليجمع ما يمكن جمعه من حطام هذه الدنيا وكذلك سولت له نفسه. صاحبنا وهو في لجّة ما يصنع يستغرب مني ان اسأله هل مايقوم به حلالا أم حراما لأنه يعتقد أنه حلال مائة بالمائة فلما السؤال أصلا؟ثواني الصمت التي أعقبت هذا الحوار القصير العابر لي والغابر لصاحبي جعلتني اتذكر الحديث الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم (إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثيرا من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) متفق عليه.
ولا أعلم كيف رد صاحبي لو قلت له ذلك هل سيقول لي استفتيت فيها الشيخ الفلاني واجازها ام سيفتي هو من رأسه والأخطر من ذلك أن تكون هناك فتاوى معلبه يتداولها الناس ويفصلونها على أهوائهم ثم يعيدوا انتاجها والشيخ المسكين الذي أفتى في بدايتها لايعلم أين وكيف اصبحت فتواه في نهايتها ولكنها الحياة تلهينا نطرد وراءها وننسى أي طريق سلكنا فهل ندعو لدقيقة نراجع فيها انفسنا. خلف العبدلي رابط الخبر بصحيفة الوئام: تحرّي الحلال