يقول الرسول عليه الصلاة والسلام " الحلال بين والحرام بين وبينهما امور شبهات لا يعلمها كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لعرضه ودينه، ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك ان يقع فيه، ألا وان لكل ملك حمى، ألا وان حمى الله في أرضه محارمه، ألا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب". يجمع هذا الحديث الشريف جملة من الاحكام والعظات الجليلة . فالحديث يحض المسلم على الابتعاد من مواطن الشبهات ومواقف الريبة، ومواضع الظنون والتهم . لهذا يصف الحديث الشريف حال المسلم الذي يدور حول مواقع الشبهات يكاد ان يقع فيها، وفي عصرنا العاش كثيرون هم من يحومون حول الحمى يوشكون الوقوع فيه، البعض عن جهل والبعض عن معرفة .. وتلك هي المصيبة، لأن الله يأخذ العالم ولكنه يترفق بالجاهل. فمن الناس اليوم من يقبل الهدية من أجل أن ينجز عملا مكلفا به ويأخذ عليه أجراً. ويظن أن هذا أمر جائز، بينما هو يأخذ رشوة ألبست ثوب الهدية. فما أخذه هو حرام عليه، لكن بعض الناس بات لا يفرق بين حلال وحرام. وينعكس ذلك على حياته، تراه مهما توفر لديه المال فهو فقير في صحته وصحة من يعول، ينفق على العلاج أكثر مما يحصل عليه تقل بركة رزقه .. ويظل خائفا مما لا يعلمه .. إنه الحرام ..