كان عبدالله بن سلام رضي الله عنه من علماء اليهود , ولما أسلم قال لرسولنا صلى الله عليه وسلم : (يا رسول الله ، إن اليهود قوم بهت ; وإنهم إنْ يعلموا بإسلامي بهتوني ، فأرسلْ إليهم ، فسَلْهُمْ عنِّي) .فسألهم رسول الله عليه الصلاة والسلام عنه. فقالوا: (هو حَبْرُنا وابن حبرنا، وعالمنا وابن عالمنا).عندها خرج عبد الله قائلاً: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله). فقالوا: (هو شرُّنا وابن شرِّنا، وجاهلنا وابن جاهلنا) !! (صحيح البخاري). القرآن أخبر أن الهوى يُعبد كبقية الآلهة : (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه) لأن صاحبه لا حكمة له ولا زمام، حيثما تولت مراكبُه تولى، وأينما سارت ركائبه سار, هو شخص أعمى يؤمن بالمتناقضات ولا يراجع نفسه, إنه لا يعرف أعلى الوادي من أسفله. ولأجل ذلك تجده يتحول بالحرارة نفسها من محب إلى مبغض وهنا مربط الفرس وبيت القصيد. كان في عام (2004) “أبرز الفقهاء السعوديين”, وفي عام (2005) “عالم العصر”, وفي عام (2006) “سماحة الشيخ صاحب الرأي الجريء”, ثم أصبح في عام (2012) “المدعو” على لسان من كان يكلله بإحدى تلك الأوصاف الزاهرة. تبخر “احترام المخالف” في الهواء وذهبت “نحن والآخر” أدراج الرياح, ونضح الإناء بما فيه وانكشف الغطاء. وهذا إنما يحصل من هؤلاء بسبب الهوى وضعف الحجة؛ فإن العربة الفارغة تكون أكثر جلبة وضجيجاً من العربة الملأى, ولو كانت الغلبة في المجادلة بالصياح, لكان الجُهَلاء أولى بالغلبة فيها من العقلاء. إن مسلسل الإطاحة المتكرر المدبر بليل, , وتكبيرَ الأخطاء, والاتفاقَ على الحملات التشويهية واستدعاءَ ملفات من الأرشيف لمجرد الاختلاف في الرأي – يُنبئُ أن هناك فئة خاصة ترغب بمحو صوت البقية, وأقلية تسلب صوت الأغلبية مع أنها تدندن عن التعددية. ينبغي أن نتذكر أن المؤسسات والأفراد يفسدون حين لا تكون قاعدتهم الأخلاق, حين تكون الوطنية كلمة يتاجر بها على حساب أطماع أخرى, هذا وصف لحالة مَرَضية قائمة, ودفاع عن الحقيقة لا عن الشخص المنقود. عبدالعزيز الدميجي www.Twitter.com/Demaigi www.Facebook.com/Demaigi