أصبحت التجمعات الشبابية بالحزام الدائري بأبها وطريق السودة، تشكل هاجسا يقلق عددا من الأهالي، إذ يتجمع عدد كبير من الشباب بمركباتهم، ويسيرون باتجاه واحد على الحزام الدائري بأبها ابتداء من بعد مغرب كل ثلاثاء وحتى ساعات الصباح الأولى، يصاحب ذلك رفع أصوات المسجلات والخروج من النوافذ وإطلاق أصوات عالية تزعج المارة والسكان، بل يمتد الأمر إلى عكس الطريق تارة وإغلاقه تارة أخرى. وامتدت هذه الظاهرة التي يسمونها "الفرة" إلى طريق السودة، حيث يكرر هؤلاء الشباب نفس السيناريو مع اختلاف اليوم، إذ يتخذون من يوم الجمعة موعدا لذلك. وطالب الأهالي الجهات المعنية بوضع حد للقضاء على هذه الظاهرة، وتخصيص أماكن بعيدة عن الطرق الرئيسة والتجمعات السكانية، لتكون متنفسا لممارسة الشباب هواياتهم وفق الضوابط والأنظمة الأمنية. وفي هذا السياق، يقول يحيى أحمد عسيري: لم نجد من يمنعنا من هذه التصرفات الدخيلة على مجتمعنا على حد وصفه، فالشباب لديهم طاقة، ولكن أن يتم تصريفها بهذا المظهر الذي يعيق حركة السير، ويمنع الكثير من الأهالي من العبور لقضاء مطالبهم واحتياجاتهم، فهذا الأمر يدعو لمعالجة فورية. كما أن الأسلوب الذي ينتهجه الشباب أصبح يسبب مضايقة تامة حتى للأسر التى تذهب إلى السودة من أجل قضاء إجازة نهاية الأسبوع. وأضاف أحمد عبدالله العلكمي، أن الطريق الرئيسي بالسودة يتم إغلاقه بشكل تام وتُعرقل حركة السير، إذ يتجه الشباب في موكب واحد مما يسبب إزعاجا كبيرا للأهالي والزوار، مناشدا المسؤولين باتخاذ اللازم للقضاء على هذا الأمر الذي أصبح ظاهرة في أوساط الشباب. بدوره، أشار حسن محمد النجيمي، إلى أنه أصبح لدى الشباب موعد مساء كل ثلاثاء في أبها، إذ تتجمع أعداد كبيرة منهم في الطرق مما يؤدي إلى عرقلة السير وإغلاقه أحياناً، غير مبالين بأن هناك مرضى يسلكون نفس الطريق، أو أشخاصا مرتبطين بمواعيد لا تحتمل التأخير. فيما امتدت هذه الظاهرة للسودة يوم الجمعة، مستغرباً عدم تواجد الجهات المعنية لضبط مثل هذه الحالات المتسببة في إزعاج المواطنين، وإيجاد حلول تحد من هذه الظاهرة، وخصوصاً قبل دخول موسم الصيف الذي تزداد معه أعداد السياح وزوار المنطقة. من جانبه، قال رئيس مركز السودة سعد الحياني ل"الوطن" أمس، إن الحالة موجودة في أبها والسودة والحبلة، وإن الشباب جزء من المجتمع، ولذلك فمن الواجب التعامل معهم بأسلوب لائق، إلا أنهم تسببوا بهذه التصرفات في إعاقة حركة السير وإزعاج المارة والسكان. وبين الحياني، أنه اجتمع مع رئيس مخفر السودة، وتحدث معه بهذا الشأن، والذي بين بدوره أن عدد أفراد المخفر والإمكانات غير كافية. وأشار الحياني إلى أن هناك مطالب بزيادة أفراد المخفر، وسيتم التعامل مع الموقف بما يسهل حركة السير وتنظيمها. من جهته، أوضح الناطق الإعلامي لشرطة منطقة عسير الرائد عبدالله علي شعثان ل"الوطن" أمس، أنه بالفعل تمت ملاحظة ازدياد كثافة الحركة المرورية على الطريق المؤدي إلى السودة. وقال إن منطقة السودة تعتبر وجهة جذب سياحي، وهذا أمر معتاد مع بداية اعتدال الأجواء ودخول فصل الربيع وكذلك مع هطول أمطار الخير والبركة التى شهدتها المنطقة مؤخرا. وأكد شعثان، أن الشرطة ترصد مثل هذه الزيادة في الحركة المرورية، وأنها وضعت خطة أسبوعية محكمة يجري على أساسها دعم مركز شرطة السودة بالإمكانات البشرية والآلية لضمان استتاب الأمن، والقضاء على أي مخالفات أمنية أو مرورية، علماً أنه لا توجد تعليمات تمنع ارتياد الشباب لمثل هذه المناطق، لكن التواجد الأمني كفيل، بإذن الله، بالقضاء على أي مخالفات وبما يضمن انسيابية الحركة المرورية.