كثفت الإدارة العامة للمرور بمنطقة القصيم مع بداية الإجازة الصيفية حملاتها لضبط النظام وتسيير الحركة المرورية، وذلك للقضاء على عدد من المظاهر السلبية التي يستحدثها الشباب في مركباتهم وطرق تنقلاتهم داخل الأحياء والمدن، من خلال التجمع والتجمهر والتجول بمواكب جماعية تعيق حركة السير، بل وتعرض أرواح الكثير منهم للمخاطر والحوادث المرورية. ولعل من أبرز تلك الظواهر السلبية التي تنشط خلال إجازة الصيف لدى كثير من الشباب مايعرف ب»نصب السيارة»، وهي بمفهومها لديهم تتمثل بعرض السيارة بعد عمل بعض التحسينات وأعمال الزينة عليها على جنبات الطرق والميادين العامة بصورة جماعية، تتشابه من خلالها المركبات بالموديل والطراز، وذلك ب»تشميع» هيكل السيارة الخارجي، وتلميع إطاراتها، إلى جانب تظليل نوافذها وخفض معدل الهواء في إطاراتها، وغيره من الحركات «الإقلاعية»، والتي يتفنن فيها الشباب، وما يصحب ذلك من تجمهر وتجمع لهم وللكثير من الذين تستهويهم الفرجة والتجمعات. وتبرز المشكلة أكبر عندما تتجاوز إلى المواطنين المجاورين لأماكن التجمعات والتضييق على مداخل ومخارج الحي، وما يصاحبه من ضوضاء خاصة بعد منتصف الليل، حيث عبّر عدد من المواطنين المجاورين عن استيائهم المستمر من مرحلة ما بعد التجمعات، في إصدار أصوات المركبات والتفحيط ومواكب الشباب، مما يقلق راحة السكان أثناء نومهم. «الرياض» التقت الشاب «محمد الحسني» على طريق عمر بن الخطاب شمال بريدة بعد سحب مرور القصيم مركبته، بعد أن «نصبها»، حيث ذكر أنه لم يرتكب مخالفة قانونية تؤدي إلى سحب السيارة؛ بسبب عدم وجود لوحات مرورية تدل على منع الوقوف، متسائلاً: لماذا لا يكتفى بالمخالفة فقط؟، مشيراً إلى أنه من حق الشباب ممارسة اهتماماتهم، إلى جانب الاهتمام بمركباتهم دون إحداث ما يخالف الأنظمة المرورية، موضحاً أن رجل المرور يركز كثيراً على الشاب في تقصي ومتابعة كل مخالفة يرتكبها. وشدد الشاب «فيصل الشدوخي» على أهمية وجود جانب التوعية المرورية قبل العقاب، معبراً عن وجوب تهيئة أماكن تهتم بالشباب وباهتماماتهم. من جهته أجاب العقيد «محمد المزيني» -مدير مرور منطقة القصيم- على استفسار «الرياض» حول تلك الظاهرة، وقال: إنها ظاهرة انتشرت قبل ثلاث سنوات تقريباً، حيث تصطف أعداد كبيرة من السيارات الخاصة بالشباب على جانب الطريق محدثين منطقة للتجمع، ومن ثم إحداث إزعاج للمارة والسكان المجاورين، مما يترتب عليه دوران وتفحيط وإحداث ربكة مرورية للطريق، مضيفاً أن المرور يسحب السيارات المتوقفة في بعض الشوارع العامة بهدف القضاء على هذه الظاهرة، مشيراً إلى مرور القصيم يتخذ إجراء التدقيق على السيارة المتوقفة من خلال التأكد من عدم وجود مخالفات سابقة ومتكررة، وعند التأكد من تكرار المخالفة، يتم سحب السيارة وحجزها، مع طلب مراجعة قائد المركبة لإدارة المرور لاتخاذ الإجراء اللازم، مشدداً على أهمية الجانب التوعوي من جميع المؤسسات الحكومية والمجتمع والأسر، من أجل توجيه تلك الممارسات، ووضع السبل الكفيلة والمفيدة للشاب لتفريغ طاقته بشكل إيجابي. سحب إحدى المركبات من مرور القصيم