تتجه "أسرة صالون الوادي المبارك" بنادي المدينةالمنورة الأدبي لإحياء تقليد في مسيرتها الأدبية والثقافية بدأته منذ سبعينات القرن المنصرم حين كانت تعقد جلساتها الأسبوعية في منازل أعضائها، وعلى ضفاف الوادي المبارك ومقاهيه. وطبقا لنائب رئيس نادي المدينةالمنورة الأدبي محمد الدبيسي بدأ النادي عقد جلساته كل شهرين في منزل أحد أعضائه المؤسسين أمثال محمد هاشم رشيد وحسن صيرفي وعبدالرحمن رفه - يرحمهم الله - في عودة لتجربة صالون الوادي المبارك بغية تحقيق أهداف أخلاقية ومعرفية وكسر النمط المعتاد للجلسات الأدبية في المكان. ووصف الدبيسي عقد أولى الجلسات في منزل الدكتور محمد العيد الخطراوي بأنه يأتي وفاء من أهل الوفاء لعالم جليل وأديب رائد يعد علما من رموز الأدب ورواده في بلادنا، ومن مؤسسيه ورعاته في البلدة الطاهرة، مضيفا أن في المناسبة إحياء لتقليد عريق، حيث كانت الأسرة تعقد جلساتها الأسبوعية في منازل أعضائها، وعلى ضفاف الوادي المبارك ومقاهيه، مشيرا إلى أن الدكتور الخطراوي يعد من أبرز مؤسسي وراصدي مسيرة وسيرة الوادي في كتابه القيم "أسرة الوادي المبارك في الميزان" أحد أهم كتب تاريخ الأدب الحديث في المدينةالمنورة. هذه الخطوة أعادت الخطراوي أول من أمس ليعتلي مجددا منبر الخطابة في منزله بحي "شوران" والإمساك بشعلة الأدب متحديا ظروفه الصحية التي ألزمته منزله طويلا في الآونة الأخيرة ليشرع حديثه بالترحيب بضيوفه الأدباء شاكرا لرئيس نادي المدينة هذه الإحاطة بشخصه وأدبه مضيفا: "هذه الجلسة تذكرني بلقاءات ماضية مع زهرة من الأدباء المعايشين لبداية النهضة الأدبية". وأكد الخطراوي وهو يستعرض طرفا من سيرة الأسرة أن كثيرا من أفرادها انتقلوا تباعا إلى خارج المدينة، باتجاه مكةوجدة والرياض وغيرها من المناطق، غير أن جوانحهم ظلت متعلقة بالمدينةالمنورة دون أن يتوقف نشاطهم الأدبي والثقافي، مضيفا أنه على هذا التاريخ "تتكئ الحركة الأدبية الحالية في المدينة". وأشار الخطراوي إلى "أن هناك من اعتنى بالأدب في فترة مبكرة، مثل سهيل بكار، صاحب كتاب"أخبار الوادي المبارك" وغيره، وكذلك إلى بعض ما ألفه صديقه محمد حسن شرّاب. رئيس أدبي المدينةالمنورة، الدكتور عبدالله عسيلان، ذكر أنه عرف الخطراوي باحثا مدققا متعمقا في الأدب، لا سيما في رسالته التي خص بها المدينةالمنورة، والتي تتبع فيها الأدب في مختلف عصوره مضيفا: "أنا أشترك معه في هذا الهيام". وذهب عسيلان إلى أنه عرف الخطراوي كذلك شاعرا مبدعا له إسهاماته في الشعر، إضافة إلى اهتمامه برصد الحركة الأدبية والثقافية في المدينةالمنورة، كما تجلى ذلك في تدوينه لحراك أسرة الوادي المبارك، مشيرا إلى أن من أبرز ثمارها ما نعيشه اليوم في صالون الوادي المبارك الذي أصبح له محبوه ومريدوه، مؤكدا أن النادي سوف يدشن عبر موقعه الجديد على صفحة الإنترنت نافذة تهتم بتاريخ تلك الأسرة.