في الوقت الذي تحذّر فيه الجهات المختصة ك"الحياة الفطرية" من خطر انقراض حيوان "الضب" فإن أسواق العاصمة تغص هذه الأيام بكميات كبيرة من هذا الحيوان الصحراوي الذي تحوّل إلى تجارة مربحة عند بعض الصيادين الذين يصطادون أعداداً منها في صحاري العاصمة ويجلبونها للأسواق للإتجار بها. وخلال جولة "الوطن" في الساحات المحيطة بسوق الطيور جنوبالرياض هذا الأسبوع رصدت كميات كبيرة من الأقفاص الممتلئة بالضبان من مختلف الأحجام، ومركبات من نوع "بيك أب" و"جيب" مكشوفة الأحواض تمتلئ بكميات كبيرة من الضبان التي تم اصطيادها حديثا وتباع بمبالغ تبدأ من 15 ريالا للأحجام الصغيرة وتصل إلى 30 ريالا للكبيرة ويقتنيها زبائن لذبحها لاحقا وإعدادها كوجبات غذائية مفضلة، وبينما يقتنيها شبان وصغار حيّة للهو بها مع أقرانهم، وآخرون لإحضارها لجامعاتهم ومدارسهم كنشاط عملي يستخدم في شرح الدروس المتعلّقة بالزواحف والحيوانات الصحراوية. وقال أحد الشباب الذين التقتهم "الوطن" واكتفى باسمه الأول "سعود" إنه مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة تخرج الضبان من جحورها هربا من سخونة الأرض في البراري الواقعة على أطراف العاصمة كمناطق التنهات والصمان والربع الخالي والمجمعة والخرج وديراب ووادي الدواسر ومناطق أخرى كحفر الباطن والقصيم وتلك المناطق تجد إقبالا كبيرا من هواة الصيد، ممن يتناولون "الضب" كغذاء بينما لا يجد إقبالا في باقي مناطق ومحافظات المملكة. ولفت إلى أنه وبرفقة عدد من أصدقائه يحرصون على الذهاب للبراري في مثل هذه الأيام لاصطياد أكبر عدد ممكن منها ويحضرونها للساحات المحيطة بسوق الطيور بجنوبالرياض ويبيعونها جملة لبعض العمالة والسيدات المسنات اللاتي يعملن في بسطات متنقّلة، مؤكدا أنهم يكسبون مبالغ معقولة من كل عملية صيد حيث يبيعون بمعدّل 10 ريالات للضب الصغير و20 ريالا للكبير. وفي موقع آخر، التقت "الصحيفة" بأحد الشباب طلب عدم تصوير نشاطه وعدم نشره حتى لا تتحرك الجهات المعنيّة وتضيّق الخناق على هذا النشاط الذي يعتبره هواية وتجارة في نفس الوقت ويمارسه شباب بعضهم عاطلون ويجنون منها مبالغ تسد بعض احتياجاتهم، مشيراً إلى أنه يصطاد هذه الكميات الكبيرة من الضبان بعدة طرق منها الصيد بالبنادق النارية، و"الطرد" وهو مطاردتها حينما تخرج من جحورها حتى الإمساك بها، و"التغريق" وهو إيهام الضب بهطول المطر عبر رش جحره بكميات من المياه وحينها يخرج من جحره ويتم الإمساك به، فيما يستخدم آخرون طرق الصيد بالشبكة التي توضع ككمين، فيما يقوم آخرون باستخدام عادم السيارة "الشكمان" أو أنبوبة الغاز عبر تسريبها داخل الجحور فتختنق الضبان وتضطر للخروج وتتم السيطرة عليها بسهولة. وطالب المواطن عبدالله الحربي بمراقبة مواقع صيد الضبان والأسواق التي تباع فيها لقطع الطريق على من يساهمون في إبادة هذه الحيوانات المهددة بالانقراض مع تكثيف التوعية إعلاميا وتربويا بأهمية المحافظة على الحياة الفطرية. يذكر أن الهيئة السعودية للحياة الفطرية تمنع صيد هذا الحيوان وتقوم بحملات مكثفة لمنع الإتجار به، وسبق أن أصدرت فيلما تفلزيونيا توعويا عن هذا الأمر، كما تقوم بالتنسيق مع الشؤون البلدية والقروية والجهات الأمنية لمصادرة الضبان المجلوبة للأسواق وإعادتها للبراري للمحافظة عليها من الانقراض.