يضرب السعودي عبدالرحمن محمد الركف "20" عاما مثالا للشباب العصامي بمدينة بريدة,الذي يسعى لكسب رزقه بيده وليس بالاتكاء على ساعد غيره والاعتماد على والده خاصة، على الرغم من أنه لا يزال طالبا في إحدى المعاهد الخاصة، إذ يصحو كل يوم ويذهب للدراسة ويعود ليرتاح قليلا، ثم يبدأ بعدها رحلة كسب رزقه بيده في مهنة "تغبير السيارات" دون أن يجد حرجاً من المجتمع. ويقول الركف إنه طالما يكف يده عن سؤال الناس لا يهتم بنوع العمل الذي يقوم به، مشيراً إلى أنه يعمل في مهنة "تغبير السيارات " ويجد نفسه مبدعا فيها وما يؤكد ذلك شهرته في القصيم، وزبائنه الذين تجاوز عدد المعروفين منهم 120 شخصاً، وتابع "لي عملاء دائمون .. بعضهم يأتي من خارج مدينة بريدة وبالتحديد من مدينة حائل من أجل أن أقوم بتغبير سياراتهم وأعمال أخرى تدخل ضمن زينة السيارات". ويضيف أنه يعمل ما يقارب ال8 ساعات يوميا في متجره الخاص به في شمال بريدة وأن مصروف دراسته يجهزه بنفسه من خلال ما يحصله من هذه المهنة وأنه مكتف بدخله ولا يحتاج لمساعدة أحد في شؤون حياتة. ووجه الركف الشباب ومن هم في سنه إلى ممارسة مثل هذه الأعمال الحرة ولا ينتظر وظيفة رسمية، وقال "قد يجلس الشاب سنوات عجافا في بيته منتظرا وظيفة رسمية .. وهذا أمر خاطيء في اعتقادي .. يجب على الشباب ان يثابروا ويعملوا ويكدحوا من أجل الحصول على قوتهم بأنفسهم فليست الوظيفة الرسمية بالتحديد هي مصدر الاكتفاء"، مضيفا أن الشخص قد يكتفي أحيانا بوظيفة لا تكون رسمية ولكن تكون مهنة شريفة تدر عليه ذهباً. ودعا الركف الشركات والمؤسسات الخاصة لدعم الشباب في مشاريعهم بلا شروط حتى يتسنى لهم ممارسة أعمالهم الخاصة وأحلامهم التي قد تقف بوجهها بعض الشروط من تلك المؤسسات المحدودة في المملكة، مبيناً أن ثمة مؤسسات تشترط على من يتقدم إليها كي تدعمه شروطا تعجيزية ككفيل مثلا، مما يعد أمراً صعباً في هذا الوقت، وتساءل "كيف لشخص أن يأتي ويدعمني وهو في وجل وشك في نسبة نجاح المشروع؟ ... يجب على تلك المؤسسات ان تكفل الشاب وتدعمه كي يقدم على هذا الأمر دون حرج ودون تخوف من العوائق".