الضغوط التي يعيشها الطلاب خلال أيام الاختبارات الجارية حاليا تجبرهم على البحث عن متنفس لهم عبر ممارسة بعض الأنشطة الترفيهية ومن أبرزها «التغبيرة»؛ حيث يبدع العديد من الطلاب في طلاء سياراتهم بأنواع مختلفة منها، والاستعراض بها أمام مدارسهم وفي الشوارع عقب الفراغ من أداء الاختبارات يوميا. ويحرص كثير من هواة التغبيرة على استخدام خلطات مستحدثة بشرط ألا تؤثر في جسم السيارة ولا طلائها لكنهم يتفاوتون في مدى قوتها وأنواعها، فبعضهم يفضل تغبيرة قوية تستمر لأيام طويلة وبعضهم يفضلها سريعة الإزالة حتى يجرب أنواعا مختلفة منها في وقت قصير. ورغم وجود محال متخصصة في عمل التغبيرات، إلا أن بعض الطلاب ينفذونها بأنفسهم. لإظهار مواهبهم وربما لتقليل التكلفة. وأشار بعض الطلاب ل«شمس» إلى أن هذه الاستعراضات تجعلهم يعودون إلى بيوتهم وهم أكثر استعدادا ليوم جديد من الاختبارات، وذكروا أن هذه الأنشطة تعد بمثابة بروفات تمهيدية لعطلة طويلة مليئة بالأفكار والبرامج الترفيهية. وذكر رامي العتيبي أنه شاهد كثيرا من زملائه يغبرون سياراتهم خلال فترة الاختبارات فاستهوته الفكرة وخاض معهم في التغبير. لافتا إلى أن هذا العمل كان بمثابة متنفس لهم من القلق والتوتر المصاحب لفترة الاختبارات. أما عن أنواع التغبيرات فأشار إلى أن مجموعة كبيرة من طلاب المرحلة الثانوية يعمدون إلى تغيير معالم سياراتهم بالأصباغ الملونة القابلة للإزالة أو رشها بأحد أنواع التغبيرات الحديثة، ومنها تغبيرة تسمى «الطاقية» وهي خلطة تتكون من الأسمنت ومشروب غازي وحليب مركز، وهناك أيضا تغبيرة يطلق عليها «الشمع» وتتكون خلطتها من «ملمع بودي» و«ملمع أستوب» وعصير حمضيات. أما الطالب عبدالله أحمد الذي كان يستعد لدخول قاعة الاختبارات بإحدى المدارس الثانوية فقد زين سيارته بتغبيرة تدعى «الترابية» كلفته 50 ريالا فقط: «كما تعلم فإن قلق الاختبارات يجعلنا نبحث عن أي وسيلة لهو وترفيه، وتغبير سياراتنا واستعراضنا بها أمام المدارس يجعلنا نشعر بالراحة». مشيرا إلى أن هناك العديد من أنواع التغبيرات التي تتناسب مع مختلف الأذواق مثل «الكحل» و«المطر». من جانب آخر قال أستاذ الخدمة الاجتماعية المشارك بجامعة أم القرى بمكة المكرمة الدكتور خالد برقاوي إن الطلاب يعتبرون هذا النشاط بمثابة تنفيس وابتعاد عن الشحن الزائد خلال فترة الاختبارات، لكن هذا الأسلوب يؤثر في تفكيرهم الذهني، وبالتالي يؤثر في تحصيلهم الدراسي، مشيرا إلى أن الطلاب يستغلون التجمعات الطلابية أمام المدارس من أجل الاستعراض بسياراتهم والتباهي بها من أجل لفت الأنظار إليهم. وطالب المدارس والأسر بضرورة تكثيف التوعية بأضرار مثل هذه التصرفات، وتأثيراتها اللاحقة فيهم وفي أساليب تفكيرهم. من جهة أخرى أكد الناطق الإعلامي بالإدارة العامة للمرور بالعاصمة المقدسة الرائد فوزي الأنصاري أن أي تغيير لملامح ومعالم السيارة يعتبر مخالفة مرورية يتم التعامل معها حسب الأنظمة والتعليمات، مشيرا إلى أنه يتم تحرير قسيمة مرورية لقائد المركبة، إضافة إلى إزالة التغبيرات التي أحدثها في مركبته.