في الوقت الذي يخوض فيه بعض المبتعثين تجربة السفر للخارج للمرة الأولى، يواجه بعض منهم صعوبات تتعلق في توفير المأكولات، ومنهم من يلجأ للاعتماد على المطاعم السريعة، في الوقت الذي يعمد آخرون إلى محاولة تعلم فنون الطبخ. وعلى الرغم من أن البعض يرى أن موضوع الأكل موضوع جانبي إلا أنه يعتبر هاجسا يقلق الكثير من المبتعثين، الذين وجدوا في مطاعم الوجبات السريعة ضالتهم، لسهولة الحصول عليها، رغم أن غالبيتهم عانوا من الأمراض الناتجة عن سوء التغذية. سحر عبدالمجيد طالبة مبتعثة ببريطانيا تقول "بسبب ضغط الدراسة، ونظرا لبعد المسافة بين الجامعة ومقر إقامتي، فإنني أضطر لشراء المأكولات السريعة، حيث أتناولها نحو 4 مرات بالأسبوع". وتضيف سحر قائلة "الطلاب المبتعثون يعانون كثيرا من الاضطرار لتناول الوجبات السريعة بشكل يومي، خاصة وأن بعض معاهد اللغة والجامعات لا يوجد بها ميكروويف لتمكين الطلاب من تسخين الطعام الذي يحضرونه من المنزل، وأيضا هناك مشكلة تتمثل في المبالغ التي تصرف على تلك الوجبات، حيث تكلف الوجبة الواحدة ما بين 3- 5 باوند، علاوة على كونها غير صحية". أحمد با وزير والذي يدرس في ولاية نيويورك يقول إن هناك معاناة فعلية يواجهها الطلاب المبتعثون تتمثل في صعوبة الحصول على الأكل الحلال، والذي لا يباع إلا في أماكن معينة فقط مما يضطرهم لقطع المسافات الطويلة لشرائه، ويضطرون للاعتماد على الوجبات السريعة كونها أكثر وفرة وأقل سعرا من المطاعم العربية الموجودة في أميركا عموما. ويشير باوزير إلى أن أسعار الوجبات في المطاعم العربية مرتفعة جدا، خصوصا للطالب المبتعث، وهو ما يزيد من عبء المصروفات، لذلك يفضلون اللجوء لتلك المطاعم ذات الأسعار المنخفضة، ويوافقه الرأي عبدالله الوجيه والذي يدرس في ولاية أوريغن بأميركا، حيث يقول بأن الطبخ المنزلي يحتاج إلى شراء المواد الغذائية، علاوة على الوقت الذي لا يتوفر في بعض الأحيان، نظرا للالتزام بالدراسة، وصعوبة الشراء بشكل يومي. محمد أحمد المبتعث في أميركا، يبلغ 19 عاما يقول إنه من رواد المطاعم السريعة بشكل يومي، إلا أنه إذا وجد بعض الوقت للطبخ، وغالبا لا يتاح له ذلك إلا مرة واحدة في الأسبوع، يتشارك مع زملائه في الطبخ داخل المنزل، أما زميله طلال عاشور فيقول إنه تعلم الطبخ عندما وجد أن المطاعم العربية أكثر غلاء، في الوقت الذي تسببت له مطاعم الوجبات السريعة بأمراض المعدة، ويشاركه محمد الحداد 24 عاما في هواية الطبخ، إلا أنه يقول إن عدم توفر الأدوات والوقت الكافي، أعاقه عن ممارسة هوايته في الطبخ. وقال محمد الصلاحي 25 عاما والمبتعث في أميركا إن المدينة التي يسكنها صغيرة جدا ولا يوجد بها محلات عربية لشراء المواد الغذائية منها، مشيرا إلى أنه يواجه مشكلة أخرى في الحصول على الذبح الحلال. عبدالله زين العابدين، وهو طالب مبتعث، يشير إلى أن أكثر ما يميز المغترب عن غيره، اعتماده على نفسه في جميع الأمور، مشيرا إلى أن أكبر صعوبة واجهته هي الطبخ، ويقول "كنت وزملائي نحلم بتناول الكبسة السعودية، وبعد عدة محاولات أصبحنا اليوم نتفنن في إعدادها، بجانب قدرتنا على إعداد مأكولات أخرى".