أبلغ الموفد الدولي والعربي المشترك كوفي عنان مجلس الأمن مساءَ أمس الحاجة لوجود أقوى للمراقبين في سورية. وقال المتحدث باسمه إن صور الأقمار الصناعية توضح عدم سحب آليات الجيش السوري من المدن، مؤكدا أن بقاء قوات النظام داخل المدن أمر غير مقبول، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن القوات السورية قد تكون قتلت سوريين التقوا بفريق المراقبين. من جانبه، شدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على ضرورة أن توفر السلطات السورية لمراقبي الأممالمتحدة الحرية التامة في التنقل وأن تؤمن لهم وسائل نقل جوية. وكان متحدث باسم الأممالمتحدة أعلن أول من أمس أن انتشار المراقبين الدوليين ال300 المكلفين بمراقبة وقف إطلاق النار في سورية سيبدأ الأسبوع المقبل. وقال مساعد المتحدث باسم الأممالمتحدة إدواردو دل بوي إن "القرار اتخذ وانتشار بعثة المراقبة سيتم على مراحل" اعتبارا من الأسبوع المقبل. وقال بان للصحفيين "من المهم فعلا أن تقدم الحكومة السورية حماية تامة للمراقبين وأن تضمن حريتهم في التنقل والحركة". وأوضح أنه يتوجب على دمشق أن تقدم لهذه البعثة "كل التعاون" الممكن بما في ذلك "وسائل جوية". وأضاف أنه بعث برسالة بهذا الخصوص إلى السفير السوري لدى الأممالمتحدةبشار الجعفري لنقلها إلى الرئيس السوري بشار الأسد. وقال بان أيضا "آمل أن تتعاون الحكومة السورية كليا" مع وسيط الأممالمتحدة كوفي عنان. ومن جانبه قال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو إن الحكومة السورية لا تزال تستخدم الأسلحة الثقيلة، وإنها فشلت في التنفيذ الكامل لخطة السلام. وأطلع باسكو مجلس الأمن على أن وقف إطلاق النار لا يزال غير مكتمل وأنه "لا تزال انتهاكات حقوق الإنسان ترتكب وتفلت من العقاب". مضيفا "نحن في وقت بالغ الأهمية في سورية". وطالب بالانسحاب الفوري للأسلحة والقوات من المدن والبلدات، وقال إن "التزام سورية بالعناصر الأخرى لخطة السلام، والتي تشمل الإفراج عن المعتقلين والسماح بالتظاهرات السلمية، لم يكن "كاملا بشكل واضح". وأوضح أن الأممالمتحدة تأمل في قوة مراقبة موسعة تساعد على وقف أعمال القتل وتهيئة الظروف الملائمة "لعملية سياسية ذات مصداقية". وفي سياق متصل أعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها من استمرار المعارك في بعض المناطق بسورية بالرغم من انتشار المراقبين. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند "نتوقع أن تكون للمراقبين حرية تامة للحركة والوصول بدون عوائق إلى السوريين في مناطق سورية التي يعتبرونها مهمة لمراقبتها". وأضافت "نتوقع أن تكون لهم الحرية التامة للاتصال واختيار طاقمهم". وأوضحت أن الولاياتالمتحدة قلقة لناحية قدرة قوات الأسد على وقف هجماتها بالمدفعية خلال وجود المراقبين. وقالت أيضا "هذا الأمر يقلقنا وهو شيء سنتابعه يوميا". إلى ذلك دعت قطر المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حازمة لحماية الشعب السوري في حال عدم امتثال السلطات السورية لأحكام قرار مجلس الأمن 2043 الذي أذن بنشر بعثة المراقبين وتنفيذ خطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان ذات النقاط الست. وأكدت قطر في بيانها أمام مجلس الأمن أول أمس والذي عقد لمناقشة "الحالة في الشرق الأوسط " دعمها لتنفيذ قراري مجلس الأمن 2042 و 2043 بشأن إرسال مراقبين إلى سورية. وأشارت إلى أنه منذ الموعد المحدد لوقف العنف يوم 10 من الشهر الحالي واصلت الحكومة السورية خرقها لالتزاماتها وأبقت على القوات العسكرية في المراكز السكنية وواصلت قصف المدن بالأسلحة الثقيلة، بل وبالطائرات المروحية، كما واصلت حملات الاعتقال والتعذيب والانتهاكات الأخرى التي تؤكد على عدم الالتزام بأي البنود الستة لخطة المبعوث المشترك.