في مشهد وصف بالنادر، امتلأت مدرجات مسرح أدبي جازان بجمهور ضم كافة أطياف المجتمع، وعددا من المثقفين والمهتمين، لمشاهدة عرض مسرحية "ذبابة" بقاعة الأمير فيصل بن فهد بمقر نادي جازان الأدبي أول من أمس، ومن تنظيم فرع جمعية الثقافة والفنون بالمنطقة. المسرحية التي دارت أحداثها حول مأساة إنسان تسببت فيها "ذبابة" أثناء "عملية ختانه" الذي يتم أمام القبيلة مجتمعة، كما في عرف بعض القبائل في جازان، وذلك حين اقتربت الذبابة من إحدى عينيه ليغمضها لا إراديا، وهو الأمر الذي تعده أعراف القبيلة قدحا في شجاعة الرجال وقوة بأسهم. كاتب المسرحية مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بجازان علي الخبراني أوضح أن المسرحية مستوحاة من الموروث الشعبي الجازاني، وتقوم فكرتها على توظيف الأنثروبولوجيا، وأداها جلال الجيلاني، وأسامة دغريري، ومناجي غروي, وعبدالله مصلح، وأمجد مباركي, وفهد عريشي, وفواز عسيس، وعلي دغريري، وعلي كليبي، ومحمد مدخلي. وأضاف الخبراني أن المسرحية خليط بين عدة مدارس مسرحية، امتزج فيها الاجتماعي بالتجريب، وهو نهج حديث يجسد مدرسة ما بعد الحداثة. من جهته قال مخرج المسرحية أحمد القاضي: "إن المسرحية اعتمدت على المسرح الفقير، وعلى ملء الفراغ المسرحي بالممثلين كأحد الابتكارات السينوغرافية، ولإتاحة الفرصة لأسماء مسرحية جديدة من الشباب المتطلع للفن والإبداع".