اتهم خبراء مصريون أمنيون أمس إسرائيل بالمبالغة في مزاعمها حول وجود منظمات إرهابية عاملة في سيناء، مشيرين إلى أنهم لا يستبعدون أن تكون السلطات الإسرائيلية نفسها هي التي نفذت الاعتداء الصاروخي الذي ضرب مدينة "إيلات" مؤخرا دون أن يخلف وراءه أية أضرار بشرية أو مادية. وقال الخبير الأمني العميد محمود قطري، في تصريحات ل"الوطن"، "من الواضح أن هناك رغبة إسرائيلية في أن توحي للعالم بتردي الأوضاع الأمنية في مصر والزعم بأن سلطات الأمن غير قادرة على حماية الحدود مع سيناء، بما يسمح لها بخلق غطاء لتنفيذ مخططاتها الرامية إلى دخول المنطقة سواء باحتلال جزء منها أو إعطاء نفسها الحق في مطاردة ما تزعم أنه منظمات إرهابية". وأضاف "تل أبيب تبالغ بشدة في حادثة إطلاق الصواريخ وهي من نوع جراد التي تستخدمها قوات المقاومة مثل حماس، على الرغم من أنها لم تحدث أية أضرار بشرية أو مادية، في محاولة لإشعال الموقف في الشارع المصري والانقضاض على الثورة بما يسمح بعدم استكمالها خاصة في ظل تصاعد نفوذ التيارات الإسلامية على كافة المستويات السياسية، كما أن الإطاحة بالرئيس السابق مبارك، لم تكن على هوى إسرائيل، ولا أستبعد أن تكون تل أبيب نفسها هي التي نفذت الاعتداء الصاروخي الذي ضرب إيلات". ويشير قطري إلى أنه "حتى في حالة إطلاق الصواريخ من سيناء، فإن الأمر لا يزيد عن كونه حادثا فرديا وليس تنظيما مسلحا، وأرى أن الحل يكمن في تعديل اتفاقية كامب ديفيد بما يضمن توفير عدد أكبر من القوات الأمنية المصرية على الحدود مع إسرائيل". من جهته، قال اللواء عبدالوهاب مبروك محافظ شمال سيناء "المزاعم الإسرائيلية لا أساس لها من الصحة، ولم يحدث مطلقا إطلاق أية صواريخ من داخل الأراضي المصرية باتجاه مدينة إيلات. كما أنه ليس هناك أي عناصر إرهابية في سيناء، والحدود مؤمنة تماما، وهناك متابعات أمنية مستمرة على طول الحدود من رفح شمالا، وحتى طابا جنوبا". ونفى مبروك أيضا مزاعم رئيس هيئة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي بأنه تم خلال الشهرين الماضيين إحباط أكثر من 10 اعتداءات وقال "مصر تعرف جيدا كيف توفر الحماية لحدودها".