تحكي أحداث كتاب "السيرة الهلالية.. رواية من دلتا مصر" للشاعر فتحي عوض سلام عن حياة قبيلة بني هلال منذ لحظة ميلاد (أبوزيد الهلالي سلامة) بطل السيرة، ورحلة القبيلة من نجد إلى تونس. الكتاب الذي صدر أخيرا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن سلسلة الثقافة الشعبية يسرد أحداث قبيلة بني هلال في حلقات قصصية تتداخل فيما بينها. ويعد هذا السرد للسيرة الهلالية نموذجا في دلتا مصر فهو نسيج متماسك من الشعر والنثر عند شعرائها، فالنثر كمصطلح عندهم يعنى الراوي معلقا على الشعر وساردا للأحداث التي هي في الأصل شعر، فالمعروف أن سيرة بني هلال في الأساس كلها شعر، والنثر لا تصحبه الربابة وهي الآلة الموسيقية الرئيسة التي تصحب إنشاد السيرة. ومن حلقات السيرة الهلالية في الكتاب: المواليد، وزواج أبطال بني هلال، ومنها قصة عزيزة ويونس، وقصة بدر النعام ، وبدر الصباح، وتغريبة بين هلال (الرحلة)، وقصة منصور الحبشي، وعرب هلال. وتكمن أهمية السيرة الهلالية في الحرص على جمع الروايات من أفواه شعرائها ورواتها وبالأخص في هذه اللحظة التاريخية التي تشهد انحسارا للسيرة الهلالية والمأثورات الشعبية أمام المد الحضاري الذي تشهده البيئات العربية. كما أن السيرة الهلالية مهددة بالانقراض فأغلب الأجيال لا يعرفونها، ومن تعلمها منهم، لا يتقنها كمن سبقه، وهذه سمة من سمات تداول المأثور الشفاهي.