لقد بدأتُ بالحديث عن نشأة الرواية لدى الأمم السابقة في القسم الأول، توطئة للحديث عن هذا الفن لدى العرب . ووقفت على تأريخ الرواية لدى أوروبا ، لأن الرواية العربية الحالية ، هي مرآة للرواية الغربية كما يرى فريق من النقاد ، والرواية الغربية قد وصلت إلينا كما أسلفت بعدّة طرق مختلفة ، فالمثاقفة ، وتأثر الثقافة العربية وانبهارها بالغرب ، والالتفات إلى طريقة استخدام اللغة لدى الكتّاب الغربيين ، حيث تم توظيف الشعبي والعامي في الكتابة ، كانت من أهم العوامل التي أدت إلى وصول هذا الفن إلينا من الغرب، وهوالأمر الذي نبّه كثيرا من الكُتّاب العرب لفعل ذات الأمر. والسؤال الكبير الذي يجب أن تجيب عليه هذه المحاضرة هو : هل كان هناك رواية عربية تحت أي مسمى كان قبل أن يفد إلينا هذه العلم غربيا معاصرا أم لا ! وبمعنى آخر : هل كتبَ العربُ الرواية المجردة الحقيقية قبل عصر النهضة؟ لقد بات واضحا لكم أن الغرب قد أثّر في شعوب الأرض كلها ، ابتداء من بدء الكشوفات الأوربية واكتشاف الطرق المهمة والقارات الجدد، ثم بدءُ مرحلة الاستعمار. حيث كان اتصال العرب بالغرب في هذه الفترة، قد جعل أبناء العرب يلتفتون إلى كتابة الرواية وإلى فن الرواية بشكل أو بآخر . ولقد انقسم العرب إلى فريقين من حيث نظرتهم لنشأة الرواية العربية ؛ الفريق الأول يرى أنّ الرواية العربية لم تُعرف كفنٍ له أصوله ، ومرتادوه إلا بعد اتصال الغرب بالعرب بعد عصر النهضة ، وهي أي الرواية العربية الحالية ، هي صورة وصدى للرواية الغربية المعاصرة ، تتأثر بها أسلوبا وفكرا . فالرواية العربية لا تعدو أن تكون واجهة ومرآة للرواية الغربية، فالأديب المصري جمال الغيطاني يقول: " من خلال قراءتي لبعض الإنتاج الروائي العربي، لاحظت أنه يدور في فلك الشكل الروائي الذي وجِدت به الرواية في العالم الغربي، بل إنّ بعض الكُتاب تأثروا باتجاهات معينة في الأدب الغربي، وحاولوا نقلها إلى تجربتهم الروائية". ويحذو حذو الغيطاني فريق كبير من النقاد العرب . الذين ينظرون إلى الرواية العربية نظرة شكلانية ، بحيث يعقدون مقارنة بينها وبين ما عند الغرب . ويصمّون آذانهم عن التراث ومايختزنه من ملامح تدل بشكل أو بآخر على بدء ونشوء الرواية لدى العرب ، وإنْ كان هذا كله لا يقع تحت مسمى روايةٍ بما نعرفه الآن. ويرى الفريق الثاني إلى أنّ فن الرواية هو قديم قِدم العربية ، ويُدخلون في ذلك ما تحويه خزائن التراث العربي، من كتب تتوافر فيها بشكل أو بآخر ملامح وإرهاصات الرواية ، من ذلك الملاحم والسير مثل ملحمة عنترة بن شداد ، وسيرة بني هلال ، وغيرهما ، ويدخل فيه ، كلُّ ما يقرُب من هذا . وفي يقيني أنّ كلا من الفريقين قد غالى في موقفه كثيرا ، فليست كلُّ الروايات العربية الحديثة متأثرةً بالغرب ، وليس كلُ ما جاء من التراث نعده عملا روائيا ونحاول أن نجتر التراث مرة إثر أخرى ، لكي نقنع أنفسنا بأن كل شيء قد سبْقنا فيه الغرب ، فالأمر أكبرُ من مسألة السبق هذه ؛ فهو يتعدى ذلك إلى الديمومة والتطور ، وهذا ما لم نحققه في هذه الأجيال ، ورحم الله القائل : إنّ الفتى من قال ها أنذا ليس الفتى من قال كان إبي وحتى نعرف حقيقة نشأة الرواية العربية التي هي صوت قديم جديد ؛ إذا ما اعتبرنا الرواية نسقا من الانساق ، ونظاما سيميائيا ، يؤثر ويتأثر أيضا . فنجد الرواية، كإسم ، تخرج من رحم الفعل الماضي الغائب المفرد : روّى ، وهذا الفعل ، ليس بغريب ولا بمستكثر على العربية والناطقين بها ؛ فهو الفعل " روى " مليئ بالدلالات الجيدة التي تأتي على أمر رواية الشعر والحديث وما إلى ذلك ، فقد أورد الجوهري في الصحاح عن مادة روى : أنها تأتي بمعان ٍ كثيرة تبعا لخفض أو فتح أو ضم الراء بها ، وما يهمني من أمر تلك المعاني ، هو مسألةُ الرواية التي هي صفة تطلق على من يروي شعرا ويستظهره . فهو راوٍ والهاء للمبالغة . ومن الطريف في أمر الفعل روى هذا ، أنّه يأتي بمعنى السِّقاء ، فكما أن الماء هو لإغاثة العطشان ؛ فالرواية ، هي لإغاثة الباحث عن الحقيقية ، لكي يرتوي من خبرٍ ما ، أو علمٍ ما . ومن معانيه الامتلاء ، ومن هنا أطلق العرب اسم ريا على بناتهم ، وكذا راوي الحديث الذي يروي لهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهناك الراوية الذي ينقل لهم المآثر والسير. ومن هنا نجد أنّ الرواية في أكثر أركانِها تنطبق على ما ورد في مادة التراث عنها ، فرواي السير والعبر يسرد حديثه سردا ، وتتحقق فيه عناصرُ التشويقِ وطولِ الحديثِ والحبكةِ ، ويكون الراوية هذا هو عنصر الثقافة الوحيدة للمستمعين ، وليس هناك فرق بين رواية هذا الذي يروي السير؛ والرواية التي نعرفها اليوم، سوى أمر الشفاهي والكتابي ؛ فالراوية الشفاهي يسرد ما يعرفه مشافهة ، كون العرب أمّة شفاهية لم تنتشر بها الكتابة إلاّ متأخرة جدا ، والآخر، يسرد خبره ، كتابةً ، لأن أدواتِ الكتابة قد تحققت لديه . وهذا هو الفرق الوحيد بين الرواية الشفاهية في المأثور العربي ، وبين الرواية العربية الحديثة . وهنا يتضح جليا أنّ العرب قد تعاطت الرواية ، ولكن دون أن تقعد لها قواعدها كما هي عليه الآن . وجدير بالذكر أنّ جُل علوم العربية ؛ قد قُعِدت قواعدها ، وقد كانت موجودةً أصلا قبل أن توجد لها القواعدُ كما هو الحال في النحو والصرف والكتابة وغيرها. وفي علم الحديث ، وجِد علمُ الرواية - المقصود به رواية الحديث - ؛ فهذا الكفاية في علم الرواية ، كتاب في علم الحديث ألفه الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي المتوفى سنة (463ه=1070م)، وفيه استوفى البحثَ في قوانين الرواية، وأبان فيها أصولها وقواعدها الكلية. وأعتقد أنّ الرواية ، اسمٌ قد غلب على علم الحديث وأصوله ، واختص به ؛ وهذا ما حمل المشتغلين بالأدب على عدم الخلط بينه وبين من يكتبُ قصصا أو ملاحما . ويعضّد قولي هذا اهتمامُ العرب بعلم الحديث ، لا سيما وهو علم يُحقق في كلام سيد الخلق صلى الله عليه وسلم . فكأن العربَ، كرهت أن يكون هناك روايةً في الحديث ورواية في الأدب ، لذا كان تقسيمهم للناس من حيث اشتغالهم ، فهذا راوية في الأدب والشعر كحمّاد مثلا ، وذاك راوية في الحديث كالبخاري . ولمّا عُرِفت الرواية الحديثة ، وأصبحت منتشرة لدى الغرب ، لم يجد العرب مشاحة في إطلاق اسم الرواية على تلك القطع الأدبية التي تتوافر فيها مظاهر الرواية كما نعرفها اليوم. وحتى كتب السير والملاحم التي ازدهرت بإزدهار التأريخ العربي ، وانتشار العرب عبر الفتوحات ؛ ساهمت بشكل كبير في انتشار فن الكتابة التي تتوافر فيها عناصرُ الرواية ، كون هذه الملاحم مليئةً بالملاحم والإبطال والتضحيات والفداء ، وأحاديث الرحيل عن الوطن والذهاب إلى حيث الفتوحات والأرض الجديدة . لكنّ المثيرَ في الأمر، هو مدى الحكم على ما ورد في القرآن الكريم من كلام ربِ العالمين الذي كان قصصا وعِبرَ لتسلية الرسول صلى الله عليه وسلم. وليكون لقومه من بعده عضة وعبرة. فالقصص التي وردت في ثنايا القرآن الكريم هي كلام رب العالمين الذي رواه جبريل عن ربه ليخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويتحقق فيه من أمر المحاورة، والتشويق ، والغرائبية، والجدال بين الحق والباطل الكثير ، كما في قصة نبي الله يوسف عليه السلام مع أخوته ، أو قصةٍ أصحاب الأخدود ، وكيف بدأت الرواية بنشأة البطل بين أخوته ، ثم بدأ الحسد وما تلى ذلك من رؤيا وتغريبة ، أوصلته إلى قصر العزيز والسجن ثم لمّ شمل ِالأسرة من بعد فرقة ، وعمى ، ومعاناة وحرمان وما إلى ذلك . فهي تتحقق فيها شروط ُ روايةٍ متكاملة؛ لكننا لا نستطيع أن نسمي كلام الله نثرا ، وترتاح نفسي إلى تسميته قرآنا كجنس لُغويِّ قائم بذاته ، فهو ليس بالنثر الذي تكتبه الناس ، وليس بالشعر بطبيعة الحال، لكنه قرآن ربّ العالمين ، يتحقق فيه إعجاز بلاغي وعددي وعلمي ، ولا يستطيع أي كاتب رواية أن يصل إليه ، وقد حاول ابن المقفع ذلك فخاب أمله كما سيخيب أملُ غيره. وبما أنّ هذا القرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بطريقة محددة ، فهو لا يتسع لسردٍ كالذي نراه في الرواية العادية . لكنّ ذلك لا يجعلنا ننكر أن في ذلك رواية ربانية نزلت على محمد صلى الله عليه وسلم . وحتى في الأحاديث القدسية فيما يرويها الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه ؛ نجد فعل " روى" يبتدئ بكل حديث ، كون بعضُ هذه الأحاديث تخبر عن أممٍ ما ، أو أمر ما ، وتتحقق فيه بعض عناصرُ الرواية بشكلٍ أو بآخر. ولا ننسى أن ألف ليلة وليلة ، هي رواية كتبت بطريقة ما ، وبقيت مصدر إلهام للكُتاب الغربيين ردحا من الزمن؛ ليس على مستوى الكتابة فقط ؛ ولكن على كافة المضامين .فقد كانت مصدرُ إلهام للشعراء والرسامين ، والفنانيين ، وغيرهم . ومدَّ خيالُ ألف ليلة وليلة الواسع ؛ كُتابَ الغرب؛ بأساليب جديدة لم تكن معروفة لديهم ،مثل الحديث عن البحر وكائناته الغرائبيه ، والخيال الواسع ، والعالم الآخر الذي لم يكن لكُتاب الغرب دراية به كافية لولا قراءةُ ألف ليلة وليلة ، فهي رواية واضحة المعالم، بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وذاتُ تأثيرٍ عميقٍ وشاملٍ، تجاوز حدَ التأثر إلى النقلِ والاقتباس ، وامتد من البنية القصصية والروائية إلى الجو العام ،والقيِم والشخصيات والأساطير. كما أسلفت. وعندي أنّ تأثير المقامات في الروايات الغربية ، كان أكثر وطأة من تأثير ألف ليلة وليلة ، (ولا ترجِع أصالةُ الفن القصصي العربي إلى " ألف ليلة وليلة " وحدها ؛ ولكنها تنهضُ على تراث قصصي عربي عظيم ،بِدءا من الأدب النثري، والقصصي المعبر عن معارك " أيام العرب ، ومروراً بقصص الجاهلية اليمنية ، ثم القصص الإسلامية والقرآنية حتى قصص وروايات " عنترة بن شداد " و " سيف بن ذي يزن " وقصص التجار العرب وسواها من القصص والروايات العربية ، فقد لعب الفن القصصي دورا أساسيا في معارك العرب، وحروبهم في الجاهلية ، وكان المعبِرُ والمحرِض والمؤرخ والمبدع للصور القَصصية ، والمؤسِس لأدب القصة العربي. ولقد أحسَّ الأجدادُ بقيمة الصورة القصصية التي يطرحونها للتداول ، إحساسهم بقيمة الشعر في هذا المجال بالرغم من إعطائه الأولوية كما تقول د / نجاح العطار في كتابها ( أدب الحرب ) ، ومن هنا نمت بذرةُ القصِّ في الأخبار كما في الشعر ، وتناثرت هذه الحكاياتُ والأقاصيصُ على مدى تراثنا . وتوزعتها كتب الأدب منذ فجر التدوين ، ولنا منها رصيد ضخم ،لو أمكن أن يُصفى ماهو أدبي فيه ، ويُفرز عما هو تاريخي؛ لكانت مصغراتِ ملاحمَ قابلةً للتطوير ، والإفادةَ منها في هذا السبيل ) . ويرى الدكتور يوسف القعيد (أن ما كتبه عبد الرحمن الجبرتي في كتابه الفريد: "عجائب الآثار في التراجم والأخبار"، ومن قبله محمد بن أحمد بن اياس الحنفي المصري في تاريخه الفريد؛ يعد أدباً روائياً من الطراز الأول، قائما على فكرة كتابة اليوميات، وتدوينها بشكل شبه يومي.) ومن كُلَ هذا ، نخلص إلى قِدم الرواية لدى العرب قِدم العربية نفسُها ، لكنها أي الرواية العربية القديمة ؛ ضاعت معالمها بين الأخبار ، والسير والكتابة السردية الخبرية ، وأنماطٍ أخرى من الكتابة ، لكنها حققت شروط الرواية بشكل أو بآخر ، فهي صوت قديم ذهب إلى الغرب ، وعاد إلينا بحلّة جديدة في مطلع النهضة الحديثة . ومن هنا ندرك أن الفريق الثاني الذي كان يرى امتداد الرواية في الموروث العربي على حق ؛ لكنه لم يوفق في التفريق بين الرواية بشكلها الحالي ، وبين تلك الكتابات التي لم تكن تعني الرواية الآن لا من قريب ولا من بعيد . والطريف في الأمر، أننا نجد أنّ الكتاب الغربيين، قد تأثروا واستقوا من معين التراث العربيٍّ، بشكل كبير جدا . فحي بن يقظان ، وكتابات الجاحظ وابن المقفع ،وغيرها كثير؛ وجدت لها طريقا إلى الأدب الغربي. وأخلصٌ – أيها السادة – إلى قِدم الصوت الروائيِّ العربي، فهو قديم كوننا أثبتنا بعض معالمهِ في كتابنا الكريم، وفي الحديث الشريف، وتراثنا العربي بوجه عام . وجديدٌ أيضا ، كون الرواية الآن، باتت تأخذ ضلعا من أضلاع الثقافة المتعددة الأضلاع. والرواية العربية تخبو ، متأثرةً بعوامل عديدة، وتتوهجُ أيضا ، متأثرة بعوامل أخرى. وحتى تبقى الرواية صوتا متجددا ، حييا ماثلا للعيان ؛ فيجب أن تواكب الرواية متطلباتِ العصر، فعجلة الزمن التي لا ترحم ، وتسارعها ؛ تجعل من أمر متابعة الرواية لدى رجلِ الشارع العادي؛ أمرٌ لا يتحقق بالصورة التي نتوقعها ؛ وحتى لا تكون الروايةٌ نخبوية ً ، فعلى كتابِها أنْ يبحثوا لها عن أفقٍ جديدة حتى تبقا صوتا متجددا ، وهذا الأفقُ الجديد ، لا يتأتي إلاّ بوسائل الإعلام والإتصال الحديثة ، التي يعرفها جيلُ اليوم جيدا ، فلا يكفي أن تُطبعَ الرواية ويكونُ قراؤها بالآلآف؛ بل عليه أن يُفكّر كيف يحيلها إلى عملٍ جماهيري بتحويلها إلى فيلمٍ مثلا، وهذا لن يفقد العمل الإبداعيُ بريقه ، طالما وجد كاتب السيناريست الجيد على سبيل المثال الذي يجيد فنّه جيدا ، فلولا تحويل معظم روايات نجيب محفوظ إلى مسلسلات تلفزيونية وأفلام سينمائية ؛ لبقي محفوظ هذا بعيدا، بلا قاعدةٍ جماهيريةٍ كبيرة . وقد ساهمت الروايات الناجحة في أوروبا والعالم أجمع ؛ إلى جعل أصحابها يعيشون بقية عمرهم من ريع أعمالهم الأدبية بعد تحويلها إلى ميديا ووسائل بصرية . وهذه الخطوة مع الأسف بقيت بعيدة المنال عن الرواية السعودية ، وحتى على مستوى الرواية العربية ؛ لم تُعرف رغم كثرتِها بسبب عدم استخدام تقنيات العصر الحديث التي تعرفونها جيدا. وإذا كُنّا أكثر إلإنصافا ؛ فأنتم تتذكرون الأفلام التي صيغت من أعمال روائية ، ولكنكم لا تتذكرون شيئا عن النسخة الورقية التي قرأها أحدكم في مرحلة ما من حياته. وبعد ، ليس مهما أنْ نهتمَ بنشأة الرواية ، وهل هي فنٌ عربيٌ أصيل أم وفِدَ إلينا ، رغم إثباتي لأصالته في محاضرته هذه ؛ بقدر اهتمامنا بتطوير الرواية التي لن تكون ترفًا ولا تسليةً ؛ بقدر ما تكون جانبًا مشرقًا من جوانب الأدب ، وشاهداً حقيقيًا على حياتنا لأجيالنا القادمة ، وسيظل صوتُ الروايةِ جديدا ، وحاضرا بيننا، إذا ما أخذنا في الاعتبار؛ طريقة مناسبة ليكون مصدرَ إلهامٍ لجيلِ هذا العصر الذي استهلكته التكنولوجيا الحديثة ، فهل يعي ذلك مَن لا زال مطمحُهم ، وغايةُ همهم هو كتابةُ روايةٍ ورقيةٍ فقط ، دون أن يفكروا في الإبحار بروايتهم وفق رغبة هذا الجيل الذي لم يتربَّ على القراءة كما هو حال الإجيال السابقة له.