أكدت خبيرة إماراتية، متخصصة في دراسات الكهوف الجبلية "جغرافياً" خلو الهواء البارد المتواجد داخل كهوف جبل "قارة" الأحساء من جميع الشوائب، إذ تعمل الصخور في داخل الكهوف على تنقيته بصفة مستمرة، وذلك من خلال دورة "تنقية وتهوية" داخل التكوينات الصخرية بين الكهوف، حيث يتم ذلك من بدء دخول الهواء عبر تشققات قمم الجبل، التي ترتفع عن سطح البحر 210 أمتار إلى داخل الكهوف، موضحة أنها ركزت خلال دراستها العلمية الميدانية "الاستطلاعية" لجبل القارة في الأحساء على تقنيات وصول الهواء البارد إلى داخل الجبل، وعزل الجو الخارجي عن الكهوف في الجبل. وأشارت رئيسة الجمعية الإماراتية الجغرافية الدكتورة أسماء الكتبي، خلال حديثها أمس مع "الوطن" من أعلى قمة في جبل القارة، أن كهوف جبل القارة في الأحساء، تتمتع بميزة نسبية مناخية عن غيرها من الكهوف الأخرى في بعض دول العالم، وهي خروج كتلة هوائية باردة من داخل الكهف إلى خارجه، وهو ما يلحظه جميع الداخلين إلى داخل مغارات وكهوف الجبل، وهو ما يؤكد أن الهواء داخل الكهوف متحرك وغير ثابت، مرجعة ذلك إلى أن الهواء الخارجي القادم إلى الجبل من القمم عبر التشققات الصخرية، يندفع بتسارع كبير إلى الجبل من خلال الفتحات الكبيرة ومنها عبر فتحات صغيرة إلى أن يصل إلى المغارة، فبالتالي تدخل الكتل الهوائية الباردة إلى داخل الكهوف محتفظة ببرودتها ونقاوتها من الشوائب. وأبانت أن سبب زيارتها للأحساء، هو اهتمامها الكبير بالمعلومات المتخصصة عن الكهوف والجبال بحكم اختصاص الجمعية، بجانب القيام بجولة ترفيهية داخل معالم الأحساء، مضيفة أن وفد الجمعية، زار عدة مواقع تاريخية وجغرافية في الأحساء، من بينها مسجد جواثى التاريخي، وعين نجم، ومنزل البيعة، ومدرسة الهفوف الأولى، والمبنى الجديد لسوق القيصرية، والمتحف الشخصي لعلي العيسى، وبحيرة الأصفر. وأوضحت أن الأحساء تمتلك كنوزا تاريخية وجغرافية كثيرة، مرجعة ذلك إلى الخصوبة الجغرافية التي امتازت بها المنطقة قديماً وامتلاكها عددا كبيرا من العيون المائية، الأمر الذي ساعدها على استيطان البشر فيها منذ آلاف السنين، إذ إن وفرة المياه شجعت الكثير على الحياة فيها، مشيدة بجهود الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، على وقفته الصادقة في زيارة الوفد للأحساء، وعلى الحفاوة التي قوبل بها الوفد، وحسن الاستقبال وكرم الضيافة.