اختلف مشاركون في ندوة على هامش معرض الكتاب الدولي بالرياض حول تأثير قنوات التواصل الاجتماعي في صناعة الرأي العام، ففي الوقت الذي اعتبرها بعضهم المحرك الرئيس للثورات العربية، قلل آخرون من تأثيرها، مؤكدين أن هناك عوامل عديدة أخرى ساهمت في تشكيل الرأي العام بخلاف شبكات التواصل الاجتماعي. واستخدم المشاركون والمداخلون خلال ندوة شبكات التواصل الاجتماعي وصناعة الرأي العام مساءَ أول من أمس بمركز الرياض للمعارض أسماءهم في موقع "تويتر" الاجتماعي للتعريف بأنفسهم، واعتبر المدون فؤاد الفرحان أن غياب وسائل المجتمع المدني، ساهمت في التحول إلى طرح القضايا على شبكات التواصل الاجتماعي، في حين أكد أن ما يطرح على "تويتر" من نقاش، يمثل واقع المجتمع السعودي بسلبياته وإيجابياته ، لما يحتويه من كافة طبقات وشرائح المجتمع السعودي وأطيافه المتعددة. وخلال الندوة، التي أدارتها الإعلامية نشوى السكري، وجهت سؤالاً للحضور، حول من يمتلك حساباً في تويتر، لتتبعه بسؤال لاحق عن استخدام الاسم الصريح، أو المستعار، وهو ما قاد للنقاش حول ما يتعرض له الكتاب بأسمائهم الصريحة، فضلاً عن التهديدات من قبل الأشخاص العاديين، وهو الأمر الذي عارضه المدون طراد الأسمري، الذي تساء ل كيف يمكن لمن يطالب بالحقيقة، أن يكتب باسم مستعار، ليكون بذلك أول المغيبين لجزء من الحقيقة، حيث يخلق ذلك نوعاً من التضارب بين الوسيلة والهدف. وترى المدونة ريم السعوي أن الوضع اختلف في الآونة الأخيرة، حيث أصبح المدونون الذين كانوا خائفين في السابق أكثر جرأة من السابق، وأصبح بعضهم يلجأ لإساءة الأدب، والتجريح، في وسائل الإعلام الاجتماعي، مشيرة إلى أن تلك الوسائل لم تصنع رأياً عاماً بمفهوم الرأي العام، واقتصرت مساهمتها في تشكيل جزء من الرأي العام أو تعزيزه. وأشارت السعوي إلى أن دور الإعلام التقليدي، تحول من مسيطر إلى مساعد، لافتة إلى أن مشاركة الشباب في الشبكات الاجتماعية ارتفعت، وأصبح لها تأثير أكبر من خلال تحريك الكثير من المواضيع ذات الأهمية التي تشغل العديد من الشرائح الاجتماعية، والتي تشترك فيها أعداد كبيرة من المجتمع. واعترض الفرحان على إيجاد ضوابط للتدوين من قبل وزارة الثقافة والإعلام، بقوله "أنا ضد الوصاية تماماً" ، وقال إن ما يحصل حالياً في تويتر، هو الحوار الحقيقي في المجتمع، وهو الأمر الذي أيده بعض الحاضرين، واقترحوا اعتباره نوعاً من أنواع الحوار الوطني، إلا أنهم انتقدوا مستوى الحوار فيه في بعض الأحيان، وهو ما وصفه الفرحان بأنه نتيجة واقعية للتعددية. وطالب أحد الحاضرين بأن تكون الأطروحات في الندوة بشكل علمي، معتمدة على الأرقام والإحصائيات، فأجابته مديرة الندوة ،بأن الباحثة ريم السعوي لديها أرقام وإحصائيات، لكن الوقت لم يسعفها لاستعراضها.