انتشر في الفترة الأخيرة إنشاء الأفراد صفحات في مواقع كالفيس بوك والتويتر التي لاقت رواجاً منقطع النظير. ومعروف أنه قبل مدة ليست بالطويلة لم يكن الكثير يهتم بهذه المواقع أو التسجيل فيها، لكن خلال هذه الفترة القصيرة أصبح من الضروري أن يكون لك في هذه المواقع نصيب لكي تبقى على اتصال مع العالم، ولا يكُتفى بذلك بل أصبح لكل شخص مدونه خاصة به يعبر فيها عن اتجهاته وآرائه. فهل خلقت هذه المواقع إعلاماً جديداً موازياً للإعلام التقليدي..!! أم أصبحت مساحة حرة للفرد من حيث التعبير عن انتقادته وتوجهاته دون قيود..!! وهل كتم الحريات جعل المتنفس سرياً وذلك بالتخفي خلف أسماء مستعارة..!! المواقع الاجتماعية هل طبقت مفهوم التواصل الاجتماعي المرجو منها أم على العكس..!!.في هذه التحقيق نستعرض بعض الإجابات على معظم الأسئلة مع مستخدمي هذه المواقع من إعلاميين ومهتمين بها: بداية قال الدكتور علي بن شويل القرني أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود والمشرف على صحيفة رسالة الجامعة: أن الإعلام الاجتماعي مصطلح جديد والشبكات الاجتماعية هي مختلف القنوات الاتصالية التي نستخدمها عبر الإنترنت التي من ضمنها الفيس بوك والتويتر، مشيراً إلى أن الإذاعة احتاجت إلى 38 عاماً حتى تصل إلى 50 مليون مستمع، والتلفزيون احتاج إلى 13 عاماً حتى يصل إلى 50 مليون مشاهد والإنترنت احتاج إلى 4 سنوات فقط حتى يصل إلى 50 مليون مستخدم، وأن الشريحة العمرية 18-34 عاماً هي الأكثر استخداماً للإنترنت, والتي تقضي وقتاً أكثر أربع مرات من قضائها مع وسائل الإعلام التقليدي, وأصبحت مواد الجنس هي النشاط الأول لوسائل الإعلام الاجتماعية. وأضاف د. القرني بأن هناك 47 مليون موقع إلكتروني أنشئ في 2009م فيما أرسل 90 ترليون رسالة إلكترونية خلال نفس العام, ويبلغ عدد مستخدمي البريد الإلكتروني مليار و400 مليون مستخدم، ويبلغ عدد الصور في موقع فليكر 4 مليارات صورة ويوجد في العالم 200 مليون مدونة. وختم د. القرني بأن المدونات ومواقع الإعلام الاجتماعي تنشر في مختلف شرائح المجتمع وأصبحت منافساً للإعلام التقليدي وما يدور في المنطقة في تونس ومصر وليبيا يدل على انتشار الإعلام الجديد ولكن الأنظمه قد لا تفهم أو لا تريد أن تفهم ما يدور في هذه المواقع و قراءتها ناقصة.وتحدث لنا محمد الرطيان الكاتب الصحفي بصحيفة المدينة ومن مستخدمي الفيس بوك: أول شيء فعلته هذه الإنترنت الرائعة -وخاصة في عالمنا العربي- أن منحت المنابر للجميع.. كل من يستطيع كتابة جملة مفيدة (أو حتى جملة غير مفيدة) له الحق أن يقول كلمته ويرفع صوته، وأجمل ما فعلته هو أن قضت على كائن عجيب اسمه «الرقيب». قبل ستة أشهر كتبت مقالاً في زاويتي في صحيفة المدينة.. قلت فيه: إن (الأغلبية الصامتة) لم تعد صامتة.. وأن هنالك جيلاً عربياً جديداً يتشكل على شاشة الإنترنت.. هو الآن جيل (افتراضي) ولكنه قريباً سيخرج من شاشات الكمبيوتر لينزل إلى الشارع.. وهذا ما حدث!. ويعرج «الرطيان» قائلاً: الإنترنت: نعمة للشعوب، ونقمة لتلك الأنظمة التي ما تزال تعيش في الألفية الماضية. الإنترنت: بساط الريح، ومغارة علاء الدين.. وخصومها: الأربعون حرامي! الإنترنت: ورقة إلكترونية، وشاشة ساحرة، وإذاعة حرة.. مفتوحة لكل الناس ليطاردوا من خلالها الحقيقة.. وأحياناً يشاركون بكشفها وفضحها!. وقالت روضة عبدالله يوسف الناشطة التوعوية وصاحبة فكرة حملة «ولي أمري أدرى بأمري» أن وسائل الإنترنت والمواقع الاجتماعية ومنها الفيس بوك أصبح لها دور كبير وفعّال وخصوصاً أنها أصبحت وسيلة ضغط وأضافت:» لكن هذا صوت المواطن البسيط ونبض الشارع فهذه الوسائل أصبحت المتنفس الوحيد لهم ولمطالبهم، ويجب التركيز من قبل الجهات المسؤولة على ما ينقل تحت السطور في هذه المواقع.» وبينت أن أغلب مستخدمي هذه المواقع من الشريحة المتوسطة وما دون وبالتالي لها تأثيرها السلبي والإيجابي. وطالبت روضة اليوسف أن لا يكون التركيز على الوسائل الإعلامية المرئية أو المقروءة لأن الصوت الحقيقي لنبض الشارع أصبح من خلال هذه المواقع لوجود الشفافية. وتقول: إن من الأسباب لاستخدام الأسماء المستعارة في بعض الأحيان الخوف من الرقابة، ولكن هناك ضعفاء النفوس ويكون لهم أهداف أخرى كالانتقام أو تشويه سمعة شخص أو جهة معينة بحيث يستغل اختفاءه وراء الاسم المستعار لتحقيق مغزاه. وتؤكد أن المواقع الاجتماعية رسمت الطابع الاجتماعي من خلال التواصل وأنها أصبحت وسيلة جيدة لتعارف وتبادل الخبرات. ويؤكد مشعل العنزي صحفي بجريدة الرياض وأحد مستخدمي الفيس بوك بأن هذه المواقع أصبحت مساحة حرة للتعبير عن الحريات بوجود الرقابة الاجتماعية قائلاً: إن هذه المواقع وفرت مساحة جيدة من حرية التعبير ولكن يبقى للمتواجدين في هذه المواقع أيضاً سلطة رقابية اجتماعية وهذا هو الأمر الجيد في مثل هذه المواقع حيث تتيح الاختلاف في الرأي والنقاش عبر ما يطرحه صاحب الصفحة في الفيس بوك أو تويتر. ويقول العنزي: إنه أصبح الكاتب أو الإعلامي يجد مساحة أكبر في النقاش مع المتابعين لما يطرح من مقالات، وباعتقادي أن جمهور الفيس بوك أكبر من جمهور القراء عبر مواقع الصحف الإلكترونية الرسمية, لما أتاحه من تواصل مباشر مع الكاتب أو الإعلامي، وهذا يجعل التواصل أفضل من الردود عبر الصحف الإلكترونية التي لا تتيح للكاتب أن يرد على رأي القارئ في موقع الصحيفة. ويقول الإعلامي لافي الرشيدي المذيع في القناة السعودية: إن المواقع الاجتماعية على عمومها هي مساحة للأشخاص ليعبروا عما يلوج في خواطرهم تجاه القضايا المتعددة. ويضيف: المواقع الاجتماعية كما رأينا استطاعت أن تعمل ما عجزت عنه كبرى المؤسسات الإعلامية المتخصصة لذلك فهي حسب رأيي منبر أصحابها ليطلقوا من خلالها ما في دواخلهم دون تدخل أي جهة فهذا هو مثال الإعلام الجديد الحر والمستقل والمعبر عن رأي صاحبه. نورة الفليج طالبة جامعية ومن مستخدمي الفيس بوك وتويتر والتي قالت: في الوقت الحالي المواقع الاجتماعية من.. فيس بوك.. وتويتر.. والمدونات الشخصية والمتخصصة, وبرامج المحادثة بالحواسيب الكفية.. وبشكل عام العالم الافتراضي بات ملاذاً للناس بوجه عام، ولو رجعنا للسبب أن هذه المواقع أصبحت تجمعات للرأي والتحاور نظراً إلى عدم وجود الحرية بالكلام لدى كثير من الناس في المجتمع، لن نرمي السبب وراء أمور أخرى ربما عصر الكلام الصوتي والمحاورة انتهى، وسيطر عصر التقنية، وهذا من أهم أسباب تواجد الناس بالمواقع الاجتماعية للحوار والنقاش، وهذا من سلبيات غزو التقنية. ويضيف خالد بختاور طالب جامعي من مستخدمي الفيس بوك قائلاً: إن التخفي خلف أسماء مستعارة يوحي إلى تدني المستوى الثقافي مما يجعل المستخدم يخشى من تقييم ما كتبه من خلال النقد. ويوافقه الرأي محمد الشهري أحد مستخدمي الموقع الشهير فيس بوك. وتقول الإعلامية سحر السيد من مستخدمي الفيس بوك: إن مواقع التواصل الاجتماعي لا تعبر دائماً عن الآراء والاتجاهات، وإنما قد تشبع بعض الحالات الانفعالية تجاه بعض الأحداث. وتشير إلى أن مستخدم الاسم المستعار أنه قد لا يريد أن يفصح عن اسمه لظروف خاصة به أو ليقول ما يحلو له دون رقيب. وتنفي سحر أن تكون المواقع الاجتماعية أصبحت تمثل التواصل الاجتماعي بمفهومه وأنها لا تحقق الهدف المنشود منها وهو التواصل الاجتماعي.. وتستشهد بدراسة أثبتت أنه كلما زاد دخولك على الشبكة العنكبوتية أصبحت منغلقاً أكثر.وفي بعض المواقع الإلكترونية التي يكون لها توجه واضح تُطالب بأن تكون هوية صاحب الحساب معروفة وهذا ما أكده لنا الإعلامي ممدوح الشمري وهو من أصحاب المواقع والذي قال: إنه في الموقع الإلكتروني الذي يديره يتطلب عند التسجيل أن يكون بالاسم الصريح وهذا لتجعل شخصية مستخدم الحساب معروفة لدى الجميع. ويؤكد على أن الإنترنت أصبح عالم حر يستطيع الشخص أن يوصل ما يريد من أفكار أو آراء عبر كبست زر. وتتفق معه لطيفة الدوسري طالبة جامعية ومن مستخدمي المواقع الاجتماعية في أن الفيس بوك وتويتر والمواقع الإلكترونية أصبحت مساحة للآراء وأنها أصبحت المتنفس الوحيد للشباب ليصل صوتهم ومطالبهم.