اتهم الرئيس السوري بشار الأسد الدول العربية بعدم الوقوف مع بلاده في أزمتها. وقال في خطاب متلفز هو الرابع له منذ بداية الأحداث في سورية منتصف مارس الماضي إن الدول العربية لم تقف أبدا مع بلاده في مواقف مثل الحملة ضدها بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري في عام 2005 أو ما يثار عن ملفها النووي وغيره. واضاف: "بعض الدول العربية قلبه معنا وسيفه ضدنا بسبب الضغوط". وقال: "الدول العربية ليست واحدة في سياستها اتجاه سورية .. الجامعة العربية مرآة للسياق العربي المزري.. ويسير بالوضع العربي من سيء إلى أسوأ". ورأى الاسد أن الدول الأجنبية "بعد أن فشلت في مجلس الأمن لعدم إمكانيتها في إقناع العالم بأكاذيبها، سعت إلى توفير غطاء عربي". وأكد الرئيس السوري أنه ليس هو الشخص الذي "يتخلى عن مسؤوليته" ، وقال :"عندما أحكم فهذا برغبة الشعب وإذا تخليت عن السلطة فسيكون هذا برغبة الشعب". واتهم الأسد "أطرافا إقليمية ودولية بالمتاجرة بالدماء السورية" كما اتهم الإعلام بشن حملة ضد بلاده ، وساق مثالا على ذلك مقابلته مع قناة "إيه.بي.سي" التي "فبركت حواره والدليل على ذلك النسخة الأصلية" التي كانت موجودة لدى السلطات. وأكد أن هناك أكثر من 60 محطة إعلامية مكرسة للعمل ضد سورية لتشويه صورتها، في الداخل والخارج. وتابع: "أن كانت هذه الأحداث كلفتنا حتى اليوم أثمانا ثقيلة أدمت قلبي كما أدمت قلب كل سوري، فإنها تفرض على أبناء سورية مهما كانت اتجاهاتهم وانتماءاتهم أن يتخذوا سبيل الحكمة والرشاد وأن يستنيروا بإحساسهم الوطني العميق كي ينتصر الوطن بكليته بتوحدنا.. بتاخينا.. بسمونا عن الآفاق الضيقة والمصالح الآنية.. بارتقائنا حيث هي قضايانا الوطنية النبيلة فهذا هو قدرنا وهنا تكمن قوة وطننا وعظمة تاريخنا". وأردف " ولم يعد التآمر الخارجي خافيا على أحد لان ما كان يخطط في الغرف المظلمة بدأ يتكشف أمام أعين الناس واضحا جليا.. لم يعد الخداع ينطلي على أحد الا على من لا يريد أن يرى ويسمع فالدموع التي ذرفها على ضحايانا تجار الحرية والديمقراطية لم تعد قادرة على إخفاء الدور الذي لعبوه في سفك الدماء للمتاجرة بها". وتابع "لم يكن من السهل في بداية الأزمة شرح ما حصل.. لقد كانت الانفعالات وغياب العقلانية عن الحوار بين الأفراد هي الطاغية على الحقائق، أما الآن فقد انقشع الضباب ولم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والأحداث من قبل الأطراف الإقليمية والدولية التي أرادت زعزعة استقرار سورية". وقال الاسد "الان سقطت الأقنعة عن وجوه هذه الأطراف وبتنا أكثر قدرة على تفكيك البيئة الافتراضية التي أوجدوها لدفع السوريين نحو الوهم ومن ثم السقوط.. كان يراد لهذه البيئة الافتراضية أن تؤدي إلى هزيمة نفسية ومعنوية تؤدي لاحقا إلى الهزيمة الحقيقية.. كان المطلوب أن نصل من هذه الهجمة الإعلامية غير المسبوقة إلى حالة من الخوف وهذا الخوف يؤدي إلى شلل الإرادة وشلل الإرادة يؤدي إلى الهزيمة". وقال إن "الخروج من الجامعة والتعليق ليس قضية.. السؤال من يخسر الجامعة أم سورية.. مضيفا أن الجامعة بلا سورية تصبح عروبتها معلقة". وأضاف "لن نغلق أي باب على أي مسعى عربي طالما أنه يحترم سيادة بلادنا واستقلالية قرارنا" ، موضحا أن الإصلاح السياسي وحده ليس كافيا لحل الأزمة. واوضح "الإصلاح لن يوقف الارهابيين وطرحناه مبكرا أما لماذا تأخر فهو مسألة أخرى".