هاجم الرئيس الأسد في أول كلمة له منذ يونيو الماضي الجامعة العربية قائلاً إن “الجامعة العربية هي مجرد انعكاس للوضع العربي ومرآة لحالتنا العربية المزرية” مؤكدا أن “موضوع إخراج سوريا من الجامعة لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد” وقال إن هذه الجامعة هي مستعربة وليست عربية. معتبرا أن تعليق عضوية سوريا أسقط عن الجامعة عروبتها قائلاً “إن الجامعة بلا سوريا تصبح عروبتها معلقة” وبنفس الوقت قال إنه لن يغلق الباب أمام أي مسعى عربي. واتهم قوى إقليمية في زعزعة استقرار سوريا قائلاً “لم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والأحداث من قبل الأطراف الإقليمية والدولية التي أرادت زعزعة استقرار سوريا”. ووعد السوريين بالنصر القريب طالبا منهم الثبات، وأضاف الأسد إن التخطيط الأجنبي يقف وراء الانتفاضة الشعبية لكنه قال إن القوى الخارجية لم تجد موطئ قدم بالدرجة التي كانت تتمناها. وتابع الرئيس السوري إن “الهدف كان أن يدفعوا باتجاه الانهيار الداخلي، وكان المطلوب أن نصل إلى حالة من الخوف وهذا الخوف يؤدي إلى شلل الإرادة”. وقال إن “الخارج هو مزيج من العربي والأجنبي وللأسف العربي أكثر عداء وسوءا من الأجنبي”. ونفى أن يكون هناك أمربإطلاق النارعلى المحتجين “لا يوجد أي أمر على أي مستوى بإطلاق النار على المواطن إلا في حالات الدفاع عن النفس ومواجهة المسلحين”. واتهم الأسد مخططات خارجية بتسعير الأزمة في سوريا قائلا “لا أعتقد أن عاقلا يستطيع اليوم إنكار تلك المخططات التي نقلت أعمال التخريب والإرهاب إلى مستوى آخر من الإجرام استهدف العقول والكفاءات والمؤسسات بهدف تعميم حالة الذعر وتحطيم المعنويات وإيصالكم إلى حالة اليأس الذي من شأنه أن يفتح الطريق أمام ما خطط له خارجيا ليصبح واقعا لكن هذه المرة بأياد محلية.” واعترف بنفس الوقت بدخول الجيش إلى بعض المدن التي خرجت عن سيطرته ومساعدة “جموع من المدنيين” (الشبيحة) كما توعد بالذهاب بالحل الأمني والعسكري إلى نهاياته قائلا “الأولوية القصوى الآن والتي لا تدانيها أية أولوية هي لاستعادة الأمن الذي نعمنا به لعقود وكان ميزة لنا ليس في منطقتنا فحسب بل على مستوى العالم وهذا لا يتحقق الا بضرب الإرهابيين القتلة بيد من حديد.” وأضاف “فلا مهادنة مع الإرهاب ولا تهاون مع من يستخدم السلاح الآثم لإثارة البلبلة والانقسام ولا تساهل مع من يروع الآمنين ولا تسوية مع من يتواطأ مع الأجنبي ضد وطنه وشعبه.” ولوحظ توجه الرئيس الأسد لمؤيديه المترددين قائلاً ” لا مكان لمنطقة رمادية يجب على الجميع أن يحسموا موقفهم لأن الوقوف على الحياد في زمن المخاطر يعتبر خيانة” وحاول رفع معنويات وطمأنة مناصريه بقوله إن النصر قادم ولا بد من الصبر، وإن ما يمرون به ليس سوى أزمة عابرة وأكد أن النظام تعرض لأقسى منها في الثمانينات وخرج منها منتصرا على ما أسماهم “الإخوان الشياطين” وركز الأسد في هذا السياق على مفاهيم الشرف والمذلة والكرامة واعتبرالانتماء للوطن صوفيا، وأكد على دور الجيش والأمن والمواطنين المدنيين الذين يساعدون الجيش.