واصل المواطنون السوريون في مختلف المناطق إضراب الكرامة لليوم الثاني على التوالي، مؤكدين أن الإضراب يتواصل ويمتد في الكثير من المدن السورية، فيما اندلعت اشتباكات جديدة أمس بين القوات السورية ومنشقين عن الجيش في محافظة إدلب في الشمال وفي درعا في الجنوب،وسط انتخابات بلدية دبرها النظام وغاب عنها الإعلام الخارجي والمراقبون. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، إن القوات الموالية للرئيس بشارالأسد استخدمت الأسلحة الثقيلة مستهدفة المنازل الخاصة خلال الاشتباكات التي بدأت في ساعة مبكرة أمس في إدلب، وأسفرت عن مقتل مدني وإصابة خمسة آخرين. وفي محافظة درعا جنوب سورية، هاجمت مجموعة من المنشقين عن الجيش حافلة تقل قوات أمن حكومية أمس مما أدى لإصابة العديد وفقا للمرصد. كما أكد مقتل أربعة مدنيين برصاص الأمن في حمص، فيما قتل ثلاثة آخرون في إدلب. في غضون ذلك، أدلى السوريون أمس بأصواتهم في صناديق الاقتراع لانتخاب ممثليهم في البلديات، وذلك في أول اقتراع ينظم منذ بدء حركة الاحتجاج على نظام الأسد في 15 مارس الماضي. ودعي أكثر من 14 مليون ناخب للمشاركة في هذا الاقتراع، حيث يتنافس أكثر من 42 ألف مرشح على 17 ألف مقعد. وقال وزيرالإعلام السوري عدنان محمود إن تنظيم الانتخابات البلدية أمس يثبت تصميم السلطات على إجراء إصلاحات سياسية. وتضاربت التقارير بشأن نسبة إقبال الناخبين على التصويت، فتقول وسائل الإعلام الموالية للنظام إن الناخبين يتدفقون لمراكز الاقتراع، بينما قلل ناشطون من شأنها. ونقل تقرير عن مسؤولين حكوميين القول إن نسبة إقبال الناخبين تجاوزت 30% بحلول منتصف النهار. أما الناشط عمر الحمصي، المقيم في حمص فقال إن مراكز الاقتراع خالية من الناخبين في المحافظة، باستثناء بضعة أشخاص وصفهم بأنهم "عبيد" النظام. وقال الشيخ أنس عيروط، وهو رجل دين لعب دورا بارزا في الاحتجاجات المناوئة للأسد وعضو في "المجلس الوطني السوري" المعارض، عبر الهاتف من تركيا إن هذه ليست انتخابات حقيقية، بل هي انتخابات زائفة. كما قال آخرون "أجبرت السلطات السورية أمس عشرات المواطنين على الذهاب إلى مراكز الانتخاب للمشاركة في الانتخابات المحلية" في محافظة إدلب. وأعرب معارض طلب عدم كشف هويته، عن "استغرابه لتنظيم انتخابات في هذه الظروف. المدن المشاركة في حركة الاحتجاج لا علاقة لها بهذه الانتخابات". وقال إن الاقتراع يجري "في المناطق التي لم تشارك في الحركة الاحتجاجية ضد النظام" أي حلب وبعض أحياء دمشق ومدينتي السويداء والقنيطرة (جنوب) وطرطوس (شمال غرب) وبعض أحياء اللاذقية وبانياس. إلى ذلك واصل الإضراب العام أمس في منطقة درعا، فيما نفذ بشكل واسع نسبيا في دوما قرب دمشق. وقال الناشطون على صفحتهم على موقع فيسبوك "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011"، "بالأمس كان الاستعداد.. ومن اليوم حتى الأربعاء سنبدأ أولى خطواتنا نحو الحرية. سيبدأ اليوم إضراب طلاب المدارس. وسيبقى مستمرا حتى نهاية الإضراب ودخول العصيان المدني. من اليوم وحتى الأربعاء نريد أن نحول المدارس لحجارة فارغة. فهي لم تعد مكانا للتعليم، بل مكانا للكذب ومكانا للاعتقال. سنبذل كل جهدنا اليوم وغدا وحتى نهاية الإضراب بعدم إرسال أبنائنا إلى المدارس". من جهة أخرى، أطلق مسلحون مجهولون النار على شاحنة تركية في سورية أمس لدى اقترابها من الحدود مع تركيا. وأصابت بضع طلقات الشاحنة لكن سائقها تمكن من عبور الحدود إلى تركيا سالما.