لم تشفع 25 عاماً من الانتظار والمطالبات، وما تخللها من حالات مرضية مختلفة، لأهالي ثعيب بارق، بتوفير مركز للرعاية الصحية الأولية، لاسيما وأن عدد السكان يتجاوز 3 الآف نسمة، ويتوزعون على قرابة 20 قرية. وقال المواطن محمد بن علي البارقي إن أهالي ثعيب تعرضوا على مدى السنوات الماضية لحالات مرضية مختلفة، ولدغات ثعابين، فضلا عن وفاة إحدى الفتيات متأثرة بمرض إنفلونزا الخنازير، الأمر الذي يحتم على الشؤون الصحية في المنطقة العمل على إحداث مركز صحي للأهالي وطي معاناتهم من تكبد مسافات طويلة لتطلب العلاج. وأضاف البارقي: بعد وفاة الفتاة، أكدت مختبرات صحة عسير، انتشار مرض إنفلونزا الخنازير وقتذاك، في ظل غياب الرعاية الصحية الأولية، مشيراً إلى أن البرقيات المرفوعة إلى وزارة الصحة وجهات الاختصاص للمطالبة بإحداث مركز صحي، كان أولها في عام 1408، وآخرها عام 1431، وجميعها أحيلت إلى الشؤون الصحية في المنطقة التي لم تحرك ساكناً - على حد قوله ، في حين أن مسؤوليها الذين تم إيفادهم لتقصي أوضاع القرى لم يكونوا متجاوبين. وأكد المواطن أحمد البارقي، أن الوقت حان لإحداث مركز صحي لأهالي قرى ثعيب، عطفاً على الحاجة الماسة التي ينشدها المواطنون، والزيادة السكانية التي تشهدها المنطقة، فضلاً عن صعوبة الانتقال لأقرب مركز صحي لطلب العلاج، على اعتبار أن الطرق غير مؤهلة، مناشداً الجهات المعنية بسرعة الاستجابة لمطالبهم بتوفير مركز صحي لهم. من جهته، أوضح الناطق الإعلامي للشؤون الصحية في منطقة عسير سعيد بن عبدالله النقير ل "الوطن" أنه تم إيفاد لجنة من المديرية إلى قرى ثعيب، في شهر محرم من العام المنقضي وجرى خلالها إطلاع الأهالي على ما توصلت إليه اللجنة حيال طلبهم، إذ تشير سجلات وملفات مركز الرعاية الصحية ببارق إلى أن عدد سكان ثعيب 587 نسمة، وأقرب مركز لهم يبعد 10 كلم ، جزء منه مسفلت وجزء ترابي ممهد، ويوجد في قرى ثعيب مدرسة بنين عدد طلابها آنذاك 47 طالبا ومدرسة بنات ابتدائية يدرس بها 57 طالبة. وأكد النقير، أن اللجنة لم تقرر عدم أحقيتهم لمركز رعاية، وإنما قررت إدراج طلبهم بمشروع الخطة الخمسية العاشرة، على اعتبار أن طلبهم لم يرد لصحة عسير إلا بعد الرفع بمشروع الخطة الخمسية التاسعة.