تترقب الأوساط العقارية ومؤسسات الطوافة الست إعادة مسألة إسكان الحجاج للمؤسسات واستعادة أكثر من 700 مليون ريال تحصل عليها بعثات الحج وسماسرة العقار من الوافدين، وتقوم بتصديرها إلى خارج المملكة، إضافة إلى تحكمها في الإسكان وفرض شروط على أصحاب العمائر والمستثمرين. وأشار عدد من العقاريين ورؤساء مؤسسات الطوافة إلى أن بعثات الحج والشركات السياحية الأجنبية العاملة في خدمة الحجاج تتولى حاليا استئجار مساكن الحجاج وتحصل على عمولات كثيرة، إضافة إلى أن بعض المساكن المستأجرة بعيدة عن المنطقة المركزية للحرم الشريف وبعضها غير جيد ويقع في مواقع يصعب الوصول إليها، مما أدى إلى نشوب العديد من الخلافات وتسجيل حالات رفض السكن من قبل الحجاج، وكذلك تكدس الحجاج في العمائر. وأوضح رئيس اللجنة العقارية بغرفة مكةالمكرمة الشريف منصور أبورياش إن إعادة الإسكان إلى مؤسسات الطوافة ستوفر العمولات التي كانت تحصل عليها بعثات الحج، التي تزيد على 700 مليون ريال، التي تقوم بتصديرها إلى خارج البلاد، إضافة إلى أن البعثات تفرض شروطاً إضافية على أصحاب المساكن خلاف الشروط النظامية وتمارس ضغوطاً كبيرة على أصحاب العمائر وتتحكم في السكن وتنقله من حي لآخر، دون مراعاة لراحة الحجاج، مشيراً إلى أن البعثات تقوم بزيادة أعداد الحجاج في العمائر خلاف العدد المرخص به، مما يؤدي إلى تكدس الحجاج في العمائر وأشار رئيس مؤسسة حجاج إيران علي جمال إلى أن عودة مسألة الإسكان إلى مؤسسات الطوافة خطوة إيجابية لخدمة الاقتصاد الوطني وراحة الحجاج؛ لأن البعثات التي تتولى استئجار المساكن الآن تركز على الحصول على العمولات دون مراعاة لراحة الحجاج، مشيراً إلى أن إحدى البعثات صدرت العام الماضي 140 مليون ريال كعمولات حصلت عليها من استئجار المساكن، مؤكداً أن بعض البعثات تقوم باستئجار مساكن بعيدة وغير مهيأة للسكن الجيد، إلى جانب بعد بعضها عن المنطقة المركزية، علما بأن مؤسسات الطوافة هي التي تقوم على خدمة الحجاج وتوفر لهم كل الخدمات، وأنها كانت في السابق تتولى اختيار المساكن للحجاج، أما الآن فليس لها أي دور سوى توثيق عقود الإسكان الموقعة بين أصحاب العمائر والبعثات. وأوضح رئيس مؤسسة حجاج تركيا ومسلمي أوربا وأميركا وأستراليا طارق عنقاوي أن المؤسسة تواجه العديد من المشكلات في السكن بسبب قيام البعثات باستئجار مساكن غير مهيأة للإسكان، مما يؤدي إلى قيام بعض الحجاج برفض السكن في العمائر التي يتم استئجارها، فيما ترصد المؤسسة كل الملاحظات وترفعها لوزارة الحج، مشيراً إلى إن عودة الإسكان إلى المؤسسات ستنهي مشكلات رفض السكن وتكدس الحجاج في العمائر واختيار مساكن للحجاج على أفضل المستويات وتنهي سمسرة البعثات. من جانبه، أشار رئيس مجموعة الخدمة الميدانية رقم 19 المطوف حيدر شيخ جمل الليل إلى أن عودة السكن لمؤسسات الطوافة خطوة اقتصادية جيدة تحمي الاقتصاد الوطني من السماسرة الوافدين، الذين يصدرون سنوياً عشرات الملايين من الريالات التي تحصلوا عليها من استئجار المساكن، موضحاً أن البعثات التي تتولى استئجار المساكن الآن تقوم باستئجار مساكن بعيدة ويصعب وصول الحجاج إليها وبعضها غير جيد.