قال مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة عبدالله آل طاوي إن ما يشهده مركز التأهيل الشامل بجدة من ارتباك في العمل، يعود إلى التنظيمات الجديدة التي تجريها الوزارة، وكذلك انتقال المشمولين بالخدمة إلى المبنى الجديد للمركز، والذي بدأ منذ عام تقريبا، وخصوصا مع وجود بعض الإضافات البسيطة التي لم يستكمل تجهيزها مثل تركيب أجهزة وتدريب الموظفين عليها، مؤكدا أنه يتم العمل عليها الآن. وأشار آل طاوي إلى أنه سيتم استقبال الأعداد التي تأخر تسجيلها بالمركز في الفترة القريبة، وأنه في حال عدم استيعاب المركز لكافة الحالات المسجلة على قوائم الانتظار، ستقبل هذه الحالات وتحول إلى مركز التأهيل الشامل بمحافظة القنفذة، كونه مازال يستوعب العديد من المتقدين ذوي الاحتياجات الخاصة. وبرر آل طاوي تأخر صرف إعانات المتقدمين حديثا إلى المركز من المعاقين، بأن إنهاء الإجراءات المالية للحالات الجديدة يستغرق ما بين 4 إلى 6 أشهر، وتزيد أحيانا عن هذه المدة بسبب بعض الملاحظات التي يتم اكتشافها بعد المراجعة، ومن ثم إعادتها. وقال إن الصرف يتم مباشرة بعد اعتمادها، وذلك من تاريخ صدور القرار. وأوضح آل طاوي أن إعانات المستفيدين المسجلين الذين أقرت الوزارة إعانتهم، يتم إيداعها شهريا في حساباتهم إلكترونيا، ويتم صرفها عن طريق بطاقة الصراف الخاصة بكل مستفيد نهاية كل شهر. وجاءت تصريحات آل طاوي، ردا على أسئلة ل"الوطن" حول شكاوى تلقتها من ذوي المستفيدين من خدمات التأهيل الشامل بجدة، من قوائم الانتظار والمواعيد التي تتجاوز العام ونصف العام، لقبول المعاقين في المركز، وسوء الخدمات المقدمة للمعاقين، وتأخر صرف إعاناتهم، وخصوصا المستجدين منهم، وتجاوز صرف هذه الإعانات للعام. ورصدت "الوطن" في جولة ميدانية لمركز التأهيل الشامل بجدة عددا من المراجعين الذين اكتظت بهم ممرات المركز طلبا لتسجيل أبنائهم المعاقين. وقالت المراجعة أم جود "إنها تقدمت منذ عامين بطلب إلحاق ابنتها المعاقة بالمركز، ولم يصلها الترتيب حتى الآن، وما زالت تنتظر صرف إعانة ابنتها لتتمكن من الإنفاق عليها"، مشيرة إلى أن ابنتها المعاقة تعاني من تخلف عقلي وحالات صرع مزمنة. وروى أبو عبدالله معاناته مع مركز التأهيل الشامل، مؤكدا أنه منذ عامين وهو يحاول إلحاق ابنه المعاق البالغ من العمر 17 عاما بالمركز دون جدوى، على رغم من الوعود التي يتلقاها في كل مرة من مسؤولي المركز، مشيرا إلى أن ابنه يتلقى مساعدة لا تفي بالغرض. وشدد على أنه اضطر لعزل ابنه في غرفة منفصلة لمساعدته على العيش، وأن هذه العزلة أصبحت تشكل عذابا من نوع آخر للأسرة، مع خشيتهم من تعرض الابن لأفعال غير إنسانية من قبل العمالة التي يستأجرها لخدمته. وقال أبو عبدالله إننا لا نسمع من مسؤولي مركز التأهيل الشامل غير عبارة "راجعنا بعد سنة"، ويبررون ذلك بعدم وجود عمالة متخصصة بالمركز تقوم على خدمة المعاقين المسجلين في قوائم الانتظار، وضيق المبنى وسط التعطل المستمر الذي يلحق بالمكيفات والأجهزة. وشكا أبو فهد "والد طفل معاق في العاشرة من عمره" من الإرهاق الذي لحق به جراء كثرة تردده على مبنى الشؤون الاجتماعية لإلحاق ابنه الذي يعاني ضمورا في خلايا المخ بالمركز، مشيرا إلى أنه لم يعد يستطيع خدمة ابنه لظروفه الصحية والمالية. ولم تختلف شكوى محمد الغامدي عن سابقيه في الانتظار، مؤكدا حاجة ابنه لكرسي كهربائي، ومتابعه طبية مستمرة، وأنه ما زال يقف في طابور الانتظار منذ 4 أعوام قضاها في مراجعة إدارة المركز بصفة يومية، على الرغم من أنه لا يمتلك سيارة خاصة، بل يستخدم سيارات الأجرة لنقل ابنه للمراجعة في المركز بصفة يومية.