يمنع بعض المسنات في منطقة حائل بناتهن وزوارهن من النسوة في جمعتهن الأسبوعية حمل أجهزة البلاك بيري والآي فون، بعد ان لاحظن أن هذه الأجهزة تتسبب في انشغالهن ببرامج المحادثات، مثل "ماسينجر البيبي" أو "الواتس أب"، معتبرات أن ذلك يضيع الهدف من "اللمة" والجمعة الأسبوعية، التي تجتمع فيها نساء العائلة في منزل إحداهن، مشيرات إلى أن ذلك قلة احترام لطقوس الاجتماع ويدعو إلى التشكيك في تصرفاتهن. فيما يرى اختصاصيون في الطب النفسي أن إفراط الفتاة في استخدام أجهزة الاتصال ناتج عن الفراغ والانفصال العاطفي الذي تعانيه في المنزل، ونصحوا الأمهات باستخدام الإقناع والحوار كطريقة مثلى دون اللجوء إلى الحرمان الذي حتما ستكون له عواقب سيئة. تقول أم صالح إن الفتيات وبعض النساء يحضرن إلى "الشبة"، وهي تجمع يلتقي فيه السيدات كل جمعة، ويكون جسدها فقط معنا، أما اهتمامها فيكون مع جوالها، ولا نعلم ماذا تفعل به"، وأضافت "لذلك اتخذت قرارا بجمع جميع الأجهزة من جميع الحاضرات فور الحضور، ووضعها في درج، وعدم تسليمها لهن إلا بعد العشاء وانتهاء السهرة، حتى لا تفسد هذه الأجهزة طقوس جمعتنا". وأوضحت أم صالح أن "تلك الأجهزة تشتت انتباه حاملتها، فلم نعد نحتمل نحن كبيرات السن ما يحدث من بناتنا من انشغالهن عنا، وإهمالهن مشاركتنا بالحديث، مما جعل الجمعات فاقدة لرونقها وآدابها". أما أم سعود فتعتبر أن جلوس الفتيات والحديث بجوالاتهن قلة أدب وقلة احترام للحاضرات، وأن ثقافة تلك الأجهزة دخيلة على مجتمع، معتبرة أنها تتسبب في قطيعة الرحم والألفة بين نساء العائلة . وأضافت أم سعود "بعض الفتيات ومنذ دخولهن في اللمة إلى وقت خروجهن لا ينبسن ببنت شفة، وينشغلن بمتابعة الجهاز، وبصراحة بدأ صمتهن يدخلنا في حالة شك مريبة تجاه ما يحصل بهذه الأجهزة". وترى أم سعود أنه لا مناص من منع الفتيات والنسوة من استخدام تلك الأجهزة على الأقل في جمعتهن، مشيرة إلى أن هذا المنع لن يؤثر عليهن، تقول "مدة اللمة لا تتعدى بضع ساعات أسبوعيا، وبإمكانهن الصبر عن أجهزتهن، وهذا ليس تدخلا في حرياتهن، ولكنه احترام لعادتنا ولكبيرات السن منا". من جانبها أرجعت اختصاصية الطب النفسي بمستشفى الطب النفسي بالمدينة المنورة الدكتورة أمل محمد أبو العينين سبب هوس الفتيات بمحادثات أجهزة البلاك بيري والآي فون إلى الفراغ العاطفي الذي تعانيه الفتاه في المنزل، وعدم إعطاء الأهل للفتاة القدر الكافي من الرعاية والاهتمام، مما يدفعها لتفريغ طاقتها باتجاه آخر تجد فيه من يسمع لها، ويبادلها الحديث، إضافة إلى أن بعض الفتيات يجدن أن حديث الاجتماعات العائلية غير متوافق مع ميولهن واتجاهاتهن في مرحلتهن العمرية التي يعشنها لفارق السن بين الأجيال". وقالت إن بعض الفتيات يقودهن هوس المحادثات إلى الرغبة بالتعرف على الجنس الآخر، وهو سلوك خاطئ، مشيرة إلى أن للأم الحق عندما تشك بسلوك ابنتها التي تقضي وقتاً طويلاً من يومها بمحادثات البلاك بيري والواتس أب، حتى إنها تتجاهل القيام بمسؤولياتها في منزل أسرتها وتجاه دراستها. وأضافت الدكتورة أمل أن بعض الفتيات وصل بهن هوس المحادثات إلى أن تشرح المعلمة الدرس بالفصل، بينما هن مشغولات عن ذلك بمحادثات البلاك بيري، حيث تدخل بعض الفتيات هذه الأجهزة إلى المدارس بشكل سري. وأكدت الاختصاصية النفسية أن أسلوب الحرمان الذي تتبعه بعض كبيرات السن والأمهات، بسحب الجوالات من الفتيات في اجتماعاتهن وسيلة للتأديب، ولكنها غير مجدية، وأن الأسلوب الأمثل هو الحوار والتفاهم والإقناع، مشيرة إلى أنها استقبلت في عيادتها حالات لبعض الفتيات سحب الأهالي منهن أجهزة الجوال، فلجأن إلى طريق آخر حصلن من خلاله على أجهزة بلاك بيري من قبل من يحادثن على الطرف الآخر دون علم الأهل، مما تسبب بحدوث مشاكل انتهت باللجوء للطب النفسي. واقترحت الدكتورة أمل على الأهالي ألا يسلموا أبناءهم وبناتهم أجهزة بلاك بيري أو غيرها مما تحتوي على برامج محادثات قبل سن ال18.