بات أول الشهر ليس وقتا منتظرا للموظفين وحدهم، إذ يعتبره باعة الجوالات تحديدا موسما مزدهرا تقبل فيه الفتيات على وجه الخصوص على شراء أجهزة الجوال التي تحولت من أجهزة خدمية توصل الصوت بين طرفين إلى منافع أخرى برستيجية تتراوح بين جدية التطبيقات الحديثة ورفاهيته وكثافة التواصل الذي توفره أجهزة وتزهد فيه أخرى.ولعله بات غريبا أن يختفي البلاك بيري من محافظ الفتيات، بعدما نجح في احتلال 90 % منها، في وقت فضلت الأغلبية التعامل مع الأجهزة الأخرى.ومن بين هدير البرودكاست وضحكات الفتيات خرجت الفتاة مها لتؤكد أنها لم تحصل على جهاز البلاك بيري إلا بسبب المحادثات الفورية، وهو ما وافقتها عليه زميلتها أشواق، إلا أنها اعترفت بأنه أيضا من أجل تكوين صداقات جديدة، وأن أكثر ما يشدها إلى الجهاز شكله الخارجي والكاميرا. لكن الفتاة شهد تعتبر ذلك هو السبب في استيائها «لأن الآيفون هو الأكثر تطورا، حيث «كان له الفضل في اجتياز سنتي التحضيرية بنجاح، وذلك عن طريق الإشعارات التي يرسلها الجهاز وتطبيقات وسائل الاتصال الاجتماعي، إذا ما قارنت ذلك بجهازي الآخر الذي لم أحصل عليه إلا بعد إصرار من الزميلات، وذلك من أجل التواصل الدائم بيننا، إلا أنني أسعى لتغيير جهازي بآخر يفوق في تقنياته الجهاز الذي أمتلكه». وهذا ما تخالفه سلمى «لأنني أفضل أن استبدل جهازي بشكل شهري حيث أتماشى مع الإصدارات الحديثة». في حين أن بعض السيدات يؤمن بأن الجهاز وسيلة للاتصال بعيدا عن الكماليات والتقنية التي لا تعنيهن، وهو لسان حال أم إيمان، التي تشير إلى أنها لا تهتم سوى بوضوح الأرقام والشاشة، وهو الإطار نفسه الذي تراه أم سامي، التي تهتم فقط بمدى جودة الجوال ومقدرته على البقاء لفترة طويلة لديها.من جانب آخر اتفق البائعون في محال الاتصالات على أن الفتيات يقبلن بشكل كبير على شراء البلاك بيري. وأوضح البائع محمد أن فترة الصيف يكون الإقبال كبيرا ويزدهر البيع «والفتيات لا ينظرن إلى التقنية بل ما يجذبهن شكل الجوالا أولا وأخيرا، ويحرصن على امتلاك الإكسسوارات المكملة له». ويشير البائع حمد إلى أن بعض الفتيات يهتممن فعلا بالتقنية، ويحرصن عليها كما هو الحال الاهتمام بالشكل، وأن كل نهاية شهر يعتبر موسما لدى البائعين لتوافقه مع نزول الرواتب. وفي استطلاع سريع للتعرف على آراء فتيات تتراوح أعمارهن من عشرة أعوام إلى 28 عاما، اتضح أن 90 % من عينة الفتيات يمتلكن جوالا من فئة البلاك بيري، وذلك لما تتميز به هذه النوعية من الأجهزة في خدمة المراسلات الفورية وتعدد أشكالها وتنوعها.وأوضحن أنه يساعدهن على خلق صداقات جديدة والتواصل بشكل مستمر مع الأصدقاء، كذلك أشارت 10 % من العينة إلى أنهن يستخدمن جوال الآي فون لتفوقه من الناحية التكنولوجية وسيطرته على السوق في الوقت الراهن، وتعدد إصداراته المطورة بما يضمن خدمة أفضل. في حين لوحظ أن السيدات من 35 إلى 50 عاما يهتممن فقط بوضوح لوحة مفاتيح الجوال وشاشته وسهولته ومدى قدرته على التحمل بحيث لا يضطررن إلى تغيير الجوال لفترات طويلة، فهن لا يهتممن بالتقنية المصاحبة للجوال، ولا للإطار، والشكل الخارجي، طالما أنه قادر على إيصال أصواتهن للطرف الآخر.