أتاحت تقنيات «البلاك بيري» و«الآي فون» والتي ازدادت شعبيتها في الفترة الأخيرة لدى شرائح مختلفة من المجتمع فرصة «اللقاء الإلكتروني» لعدد كبير من الشباب والفتيات وأصبحت وسيلة لإضاعة الوقت من خلال الدخول إلى غرف الدردشة التي أتاحتها التطبيقات المتوفرة في تلك الأجهزة لتصبح هذه التقنية كجميع التقنيات الحديثة التي دخلت أخيرا ولم يحسن الكثيرون استخدامها. تقول وداد الزهراني طالبة جامعية: تأسرني الأجهزة التقنية ولا أستطيع منع نفسي من استخدامها، فأنا أقضي معظم وقتي في تصفح المواقع عبر «الآي فون» أو «الآي باد» أو في الدردشة مع صديقاتي على ال «بي بي» ولطالما أنبتني والدتي بسبب انشغالي عنها وعن بقية الأسرة بهذه الأجهزة. وتعتبر مشاعل الحربي «أم لفتاتين في مرحلة المراهقة» الاهتمام بهذه التقنية مضيعة للوقت «أنا أم لابنتين أصيبتا بإدمان البلاك بيري فهما تقضيان يومهما مع تلك الأجهزة، ولا تجلسان مع باقي الأهل في المنزل بل حتى أثناء الأكل لا تزال عيونهما معلقة بشاشة ال «بي بي»، لا أدري ما الحل معهما فأنا لاأستطيع أخذ تلك الأجهزة فتلجآن لاستخدامها خارج المنزل بطريقة سرية. وتقول حصة المحمادي وهي جدة لسبع حفيدات «في نهاية كل أسبوع تجتمع العائلة حولي، ولكن في الفترة الأخيرة لاحظت إنشغال أحفادي وحفيداتي بهواتفهم، حيث أصبحوا يجلسون حولي وكل يحمل جهاز جوال ولا يشيح بنظره عنه، لقد كرهت تلك الأجهزة رغم جهلي بها، فهي تسرق عقول أحفادي». إلى ذلك، تؤكد الأخصائية النفسية فوزية العبدول أن هذه التقنيات سلاح ذو حدين فهي إيجابية في توصيل المعلومة لمجموعة من الناس وعلى النقيض تماما تساهم هذه الأجهزة في إضعاف قيمة التواصل فبعدما كان الناس يهنئون بعضهم البعض في المناسبات بالاتصال الهاتفي، أصبحوا اليوم يفعلون ذلك من خلال «البلاك بيري» و «الآي فون»، فصار التواصل الاجتماعي يتجه إلى مزيد من الاضمحلال. وأشارت العبدول إلى أنه يمكن رؤية بعض مشاهد العزلة الاجتماعية في أماكن التجمعات العائلية حيث تجد الأشخاص شكليا متواصلين، لكنهم فعليا متباعدين فكل فرد مندمج مع جهازه «البلاك بيري» أو «الآي فون» فأصبح الشاب يستعيض عن صديقه الفعلي بصديق إلكتروني.