حذر استشاري صحة نفسية المرشحين للمجالس البلدية من تعرضهم لأزمات نفسية قد تنتج عن عدم التوفيق في الانتخابات, تتسبب لهم في تداعيات صحية سيئة. وقال استشاري الصحة النفسية الدكتور ماطر الفريدي إن هناك كثيرا من المرشحين الذين يتعرضون لأزمات بسبب نتائج غير مرضية لهم، وخاصة تلك التي تنطوي على إخفاق المرشح بعد مراحل متسلسلة، وقد تكون متداخلة فيما بينها عند بعضهم. وشدد على أهمية الاختصاصي النفسي، ودوره عند شعور المرشح بالأزمة، لشرحها، للعمل على توضيح مشاعره، مبينا أن الاختصاصي لا يحاول تكييف الشخص البائس أو إضحاكه أو مساعدته على متابعة خوفه، بل يلجأ إلى مساعدته ليعبر عن مشاعره بحرية. وحدد الفريدي مراحل المرور بالأزمات، وكيفية تفسير مجموعة المشاعر والأفكار، التي تواجه المرشحين في مواقف الأزمات؛ وقال "تعتبر مرحلة الصدمة المرحلة الأولى من مراحل الحزن، وهذا يحدث بسبب فقدان الترشيح, وفي هذه المرحلة قد لا يكون المرشح قادراً على إدراك جهود الآخرين لمساعدته، وتظهر عليه علامات الدهشة والاستغراب، وقد يمتنع عن الكلام لفترات من الوقت, وفي هذه المرحلة يساعده الاختصاصي النفسي على تجاوز الصدمة من حيث إظهار اهتمامه بالشخص صاحب الأزمة واحترامه لمشاعره وانفعالاته، وأفكاره، مع العمل على توضيح معنى الأزمة، وردود الفعل نحوها، وسبب عدم قدرة الفرد على التعامل معها". ويضيف الفريدي أن "مرحلة الإنكار والرفض هي المرحلة التالية للشعور بالأزمة، فالشخص المتألم لا يستطيع تصديق أن ما حدث قد وقع فعلاً, وعندها يحاول الاختصاصي النفسي أن يطرح أسئلة، توجه الشخص نحو استبصارات جديدة حول ضرورة تقبله للخسارة الدائمة، من خلال وعي بأن الرفض والإنكار جزء طبيعي من مراحل الشعور بالأزمة، الأمر الذي يؤدي إلى تناقص عدم تقبل الشخص للحقيقة". وتابع الاختصاصي النفسي قائلا "تأتي بعد ذلك مرحلة الشعور بالحزن أو الاكتئاب؛ حيث يعاني الأشخاص الذين يواجهون الأزمات من مشاعر متضاربة، من الحزن والكآبة واليأس وفقدان الأمل، وقد ترافقها مشاكل في النوم أو الأكل، وهذا شيء طبيعي عند الشخص الذي واجه حدثاً غير متوقع، فاق قدراته التوافقية، الأمر الذي أدى إلى اختلال التوازن لديه، فالفرد غير قادر على عمل كثير, وتأتي مرحلة الشعور بالغضب, ويواجه كثير من المرشحين والأفراد الأزمات، ويختبرون مشاعر الغضب وقد يكون هذا الغضب موجهاً نحو الآخرين، وقد يكون موجهاً نحو الذات وحتى نساعد هؤلاء الأفراد لا بد من مساعدتهم على الوعي بطبيعة مثل هذه المشاعر والتعبير عنها بشكل مباشر. وعن المرحلة الأخيرة وهي تقبل النتيجة, يقول الفريدي "يصل المرشح إلى نهاية حزنه وآلامه، ويبدأ بالخضوع للحقيقة الواضحة أمامه، ويشرع في العمل على اتخاذ ترتيبات جديدة لمزاولة الحياة الشخصية، والاختصاصي النفسي يمكن أن يساعد بعض الأفراد الذين يواجهون مشكلات في التكيف مع الوضع الجديد لتجاوز هذه المشكلة".