الحزن هو ردة فعل عادية وطبيعيه على أي نوع من أنواع الخسائر وهي بمثابه عملية للتكيف تتضمن عدة عناصر وتم تعريف الحزن بأنه : حالة شعورية ترتبط برؤية الفرد لحدث أو موقف معين يقوده وتفكيره في العواقب التي تليه مثل فقدان العلاقات أو ارتباط بأفراد عزيزين له ونحو ذلك والحزن لا يرتبط فقط بخسارة الموت ، ولكن أيضا بالخسائر المرتبطة بفقدان شيء هام للغاية لدينا ، سواء كان ذلك جسديا أو عاطفيا أو كان ذلك معنويا ونفسيا . وهناك عدة أبعاد لعمليات الحزن :- - الصدمة والتخدير : عند سماع أو معرفة الفرد لأول مرة بأخبار الخسارة أو الفاجعة تحدث الصدمة والشعور بتنميل المشاعر وتعطل القدرة على الحكم على الأمور في فترة زمنيه قصيرة ، هذا الشعور يمكن أن نلاحظه بوضوح في استجابات وانفعالات الشخص حيث أن هذه الانفعالات تعتبر كغطاء واق يحمي الفرد من الانهيار ويساعده على التكيف مع الموقف ، وترتبط شدة الانفعال في هذه العملية بالقدرات الشخصية للفرد مثل الحكم على الأمور والقدرة على الثبات والتجلد في مواجهة مؤثرةو كذلك على خبرات الفرد السابقة وقدراته التفكيرية والعقلانية . - الحنين والبحث : تعكس هذه العملية ردود أفعال متباينة لدى الأفراد فقد يكون الفرد غير قادر على الثبات والهدوء أو يشعر بالغضب والشعور بالذنب أو عدم الوضوح حيث يوضح ذلك عدم تأكد الفرد مما يحدث في حياته ، وفي الغالب فإن الفرد خلال هذه المرحلة ربما يفضل أن يجلس بمفرده وينسحب من أي تفاعلات مع الآخرين . وربما تدور في ذهنة أسئلة كثيرة عن " ماهو السبب في حدوث ذلك ؟ وكيف حدث ذلك ؟ وقد يتعجب بعضهم عن دور القدر في حدوث هذه المأساة " هل هو اختبار له أم عقاب ؟ ثم قد يشكك البعض فربما يقول أنا انسان طيب ومؤمن ويحدث لي ذلك بينما الأشخاص العاصين لا يحدث لهم أي كره وهم مستمعون بحياتهم ؟ يرتبط رد الفعل خلال هذه المرحلة بالقدرات الشخصية للفرد وحالته المزاجية مثل الثبات والهدوء والقوة الذاتية لذلك فالشخص قد يشعر بالحزن الشديد إذا ماكان عصبي ، غاضب ، مذنب ، أو غامض منغلق على نفسه أو يجد صعوبة في التعبير عن مشاعره ، وهناك مجموعة من الاسئلة تؤثر في محور " لماذا وكيف " من وضعهم . قد يكون هناك غضب ضد الآخرين الذين قد يكونون في موقع الحدث خلال الخسارة . - الارتبارك والفوضى : إن المشاعر المرتبطة بهذا العملية قد تسبب الاكتئاب ، والشعور بالذنب وعدم فهم الواقع المحيط في هذه العملية فإن المرض أو وفاة الشخص القريب سيعتبر كواقع وحقيقة . عند هذه النقطة فإن الفرد ربما يتعرض لمشاكل مادية وظيفية فتصبح أكثر وضوحا ، وربما تسبب في أن االافراد يعرضوااتفسهم لإهمال احتياجاتهم المادية والغذائية ، بالاضافة الى أن الشخص الذي سيستخدم المهدءات للتعامل مع المشاعر التي تنتج عن هذه المرحلة ربما يتعرض لتأجيل احتياجاته وقدرته على العودة إالى الحالة الوظيفية السابقة او الرجوع الي العيش بحياة طبيعيه. ومن هنا يؤكد لنا المتخصصون من الخدمه الاجتماعيه الى ضرورة التركيز على المهام من خلال إعادة التنظيم والتوصل إلى حلول و إن النجاح في التعامل مع الضغوط والتحديات في العمليات السابقة سيظهر في أن الفرد ستزداد طاقته وقدراته بالشكل الايجابي على صنع القرار مع تصاعد مشاعر الثقة بالنفس وهذا هو الوقت المناسب للاعتراف بالواقع وتقبل نتائجه وبداية التعامل بتركيز وحكمه وموضوعيه مع الظروف الجديدة . حيث أن شدة ردة الفعل للموقف المفجع ستتغير مع الوقت على الرغم من أن الأفراد ربما لايستطيعون نسيان ماحدث في حياتهم ولكن مستوى الحزن سيتغير مع الوقت حيث إن مستوى الانفعال والتأثر سيتغير بالارتفاع والانخفاض مع الوقت وقد يستمر لفترة قد تصل إلى سنتين . يسعدني جمهوري الغالي عبر صحيفه الخرج الاكترونيه طرح هذا المقال بين يديكم واستقبال جميع مشاركاتك ونعليقاتكم وكلي شوق لمعرفه وجهات النظر حوله على القاء بكم في المقال القادم بأذن الله تعالي اخوكم / ياسر العتيبي