يتذكر عماد الخميس قبل سبعة عشر عامًا كيف كان والده يأخذه معه إلى بستانه المليء بالنخيل وأشجارالفاكهة في واحة الأحساء، وفيه تشعل العصافير والبلابل ضوء الفجر بصوتها، ومن هنا بدأت علاقة عماد بالطيور، حتى تطورت تلك العلاقة ليصبح مربيًا معروفًا متنقلاً من "شقشقة" العصافير إلى تربية أشهر أنواع الببغاوات ذات الثمن الباهظ، ومنها "الماكاو" ذو الألوان الجذابة والمتعددة، وببغاوات "الأمازون" الخضراء، والببغاء الرمادي الأفريقي "الكاسيو". "الوطن" التقت الشاب عماد، وهو بين ببغاواته مربياً ومطعما الصغار منها، ولكل طائر قفص خاص وطريقة في التعامل والتربية، وهو ما ساعد عماد على كسب زبائنه الذين يأتونه من دول عربية، ودول الخليج المجاورة، وكذلك من داخل أنحاء المملكة؛ رغبة في تدريب طيورهم؛ فيتركونها عنده لمدة معينة، حتى يكمل الطائر تعليمه الحركي، ويصبح قادرًا على ما هو مطلوب منه، وذلك مقابل مبلغ بسيط من المال يتقاضاه عماد. ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، استطاع الشاب عماد الذي يسكن في إحدى قرى الأحساء الشمالية، أن يعرف بنفسه، ويكون صداقات جلبت له زبائن من هواة تلك الطيور، فيقضي جل وقته بعد انتهائه من عمله في إحدى الشركات واقفا على سطح شقته وبرفقة عائلته مع الببغاوات، أما أيام الإجازة الأسبوعية فلا يكاد يغادر مقر سكنه سوى للصلاة في المسجد، ويعود ثانية يناغي تلك الطيور بلغة لا يعرفها إلا عماد وطيوره, أما أصحاب حدائق الحيوان التي تربي الطيور فقد عرضوا عليه مبالغ كبيرة لينضم إليهم، ولكنه يفضل أن يبقى بين أسرته وأولاده الصغار. وأثناء حديث "الوطن" معه، خاض عماد تجربة مع طائر "الكاسيو"، حيث أصدر صوتا فهم الطائر منه أن مدربه يناديه ليقع على يده اليسرى منتظرًا طعاما من اليمنى، حتى إذا طال العناق بينهما استلقى الكاسيو نائمًا على يدي عماد، وبحركة ثانية يعود الطائر إلى قفصه. وعندما حاولنا تكرار ما فعله عماد، فشلت المحاولة لأكثر من مرة؛ فعلق عماد على ذلك قائلاً: "لم تتقن بعد فهم أبجديات لغة الطير يا صديقي، وتحتاج أن تجلس معي شهرًا كاملا على الأقل". وعن أسعار ما يربيه عماد من الببغاوات، ويعرضه للبيع ، أكد أن سعرالببغاء في عمر الشهرين أو الثلاثة لا يقل عن ستة آلاف ريال، ويختلف السعر حسب نوع الطائر وجماله ونضارته.