أكد مكتب السياحة واتفاقية باريس في نشرته الأخيرة أن الأرقام الواردة في المسح السنوي الخاص بارتياد الجمهور للمتاحف والمعالم الأثرية في باريس تشير إلى تقدم ملحوظ في الدخل الذي تدره هذه المواقع بالغة الأهمية بالنسبة لفرنسا التي تعتبرها جزءا لا يتجزأ من دخلها القومي، وتؤكد هذه الأرقام على أنه في العام 2010، بلغ دخل فرنسا من زيارة المتاحف والمعالم الأثرية واحدا وسبعين مليونا وستمئة ألف يورو مما يسجل زيادة ملحوظة عن العام 2009. ودفعت هذه النتيجة متاحف باريس كافة على التسابق والتنافس منذ اليوم الأول لعودة الحياة إلى طبيعتها بعد انتهاء العطلات الصيفية، حيث أعلنت متاحف الفن الحديث والكلاسيكي وعلم الآثار وعلم الأعراق البشرية والصور الفوتوجرافية عن برامجها بشكل لافت للنظر. ومن أهم الفعاليات التي ستحتضنها بعض تلك المتاحف المعرض الضخم الذي سيضمه متحف "أورسي" في الفترة من الثالث عشر سبتمبر حتى منتصف يناير المقبل، ويتميز هذا المعرض بقدرته على صهر العديد من الأعمال الإبداعية الفنية في بوتقة واحدة تحت عنوان "الحركة الجمالية" والتي تعكس مبادئ النظام والأخلاق خلال الحقبة الفيكتورية حيث الجمع بين أعمال دانتي جابرييل روسيتي وإدوارد جونز وويليام موريس وأوسكار وايلد واوبري بيردسلي، مما يجعل هذا المعرض بحسب المنظمين له صورة حقيقية للجمع بين الإبداع الفني سواء في مجالات الأدب أو التصوير الفوتوجرافي والفنون الزخرفية والأزياء. أما متحف الفنون الجميلة في باريس فيحتفي بموليير والكوميديا الفرنسية، عبر معرض يبدأ في الثالث عشر من أكتوبر المقبل ويستمر حتى منتصف يناير، ويقدم المعرض الذي يطلق عليه مسمى (الاستثنائي للزائر) إمكانية اكتشاف ما وراء الكواليس ويحمل عنوان "كنوز عمرها ثلاثة قرون" ويعرض مجموعة كبيرة من التراث الفني تقترب من مئتي قطعة تتنوع ما بين لوحات ومنحوتات ووثائق أرشيفية ومقتنيات شخصية وغالبيتها تتعلق بفرقة موليير، وتعد هذه المرة الأولى التي يعرض فيها على الجمهور مثل هذه المجموعة التي بقيت لسنوات طويلة سرا من أسرار نجاح المسرح الكوميدي في فرنسا. إلى جانب العديد من الفعاليات التي يحتضنها كل من مركز جورج بومبيدو ومتحف اللوفر ومعهد العالم العربي ومتحف لوكسمبورج ومتحف بوردل وغيرها من المتاحف التي تنتشر في كل منطقة ومدينة في فرنسا.