حذرت اختصاصية نفسية الآباء والأمهات من ترك أبنائهم المستجدين بالمرحلة الابتدائية ضحية ل"رهاب المدارس" بتركهم للذهاب إلى بيئتهم المدرسية الجديدة بمفردهم، وبالفعل يضطر عدد من أولياء الأمور الموظفين والموظفات للاستئذان من دوام ساعات الصباح الأولى من اليوم للذهاب مع أطفالهم المستجدين للمدارس لإزالة الرهبة من نفوسهم. وأشارت اختصاصية الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى الصحة النفسية بالمدينة المنورة الدكتورة أمل بنت محمد الكفراوي إلى أن ذهاب الآباء والأمهات مع أطفالهم المستجدين يعتبر تصرفا سليما لتهيئة الطفل نفسيا لتقبل بيئته الجديدة، مشيرة إلى أن تركهم للطفل وذهابه للمدرسة بمفرده في بيئة مختلفة وأفراد جدد لم يلتق بهم من قبل قد يؤدي إلى إصابته ب"رهاب المدارس" أو "رهاب الانفصال عن الأهل"، حيث ينشأ لديه نوع من الخوف والرهبة والرغبة الشديدة في ترك المدرسة وعدم العودة إليها. وأكدت الدكتورة أمل أن ذهاب الأب أو الأم مع الطالب المستجد يولد بداخله شعورا بالاطمئنان والهدوء النفسي مما يؤهله للتأقلم التدريجي على الانفصال عن المنزل والتواجد في بيئة جديدة عليه وأعداد كبيرة من الأفراد تحيط به. وأشارت الدكتورة الكفراوي إلى أنه في حال عدم استطاعة الأبوين الذهاب مع الطفل يمكنهما الاستعانة بالسائق أو العاملة لأداء تلك المهمة، في حال كانت علاقتهما الاجتماعية بالطفل قوية ويتحملان جزءا من المسؤولية التي تعوض غياب الأب أو الأم، بحيث يستطيع الطفل التأقلم معهما ولا يشعر بفقدان والديه أثناء انخراطه في مجتمعه الجديد الذي لم يسبق له التعرف عليه. وتقول المواطنة أم عمار إن ابنتها تبدأ هذا العام الانخراط في الصف الأول ابتدائي، مشيرة إلى أنها تخشى عدم تقبل ابنتها للبيئة المدرسية الجديدة التي تتعرف عليها لأول مرة، خاصة وأن ابنتها حسب قولها متعلقة بها كثيرا ولا تنفصل عنها. وأكدت أم عمار أنها عندما سجلت ابنتها في المدرسة أخذتها معها في زيارة إلى المدرسة في محاولة منها لرصد انطباع ابنتها وتهيئتها نفسيا لتقبل المكان والتعود عليه، إلا أن ابنتها لم تتقبل ذلك وهو الأمر الذي جعلها تشعر بقلق كبير تجاه كيفية التعامل مع ذلك الأمر في الأيام المقبلة. فيما أكد المواطن فهد العنزي أنه يتبع منهجا محددا مع ذلك الموقف مع جميع أبنائه، حيث يستأذن من عمله في الساعات الأولى من الصباح للتوجه مع ابنه للمدرسة الذي يتعرف على البيئة المدرسية للمرة الأولى، مشيرا إلى أن ذهابه مع ابنه إلى المدرسة يهدف إلى تعزيز الثقة وحب المدرسة في نفسه وحتى لا يشعر أنه وحيد وسط بيئة غريبة عليه، وأكد العنزي أن هذا الأسلوب نجح مع كافة أبنائه الآخرين حيث يتوجه معهم في أول يوم، خاصة وأن لديهم أشقاء بنفس المدرسة مما يولد لدى الطالب المستجد الشعور بالأمان لوجود إخوته معه في نفس المكان. وأشارت المواطنة هناء حلواني إلى أنها اضطرت لتسجيل ابنتها بالمدرسة التي تعمل بها خالتها مديرة لتكون أمام عينها. وقالت هناء إن ابنتها تعاني من الانطوائية والخجل وتخشى أن تسجيلها بالمدرسة وتركها للذهاب بمفردها يتسبب في كرهها للمدرسة وبالتالي كره الدراسة.