غابت للمرة الأولى عروض القمح الأميركي عن مناقصة طرحتها مصر في إشارة إلى أن ارتفاع الأسعار نال من الميزة التنافسية لأكبر بلد مصدر للقمح في العالم. وفازت عروض لتوريد قمح من روسيا وقازاخستان بالمناقصة ذاتها وهو ما يبرز عودة موردين من منطقة البحر الأسود للهيمنة على السوق بعد موجة جفاف قاسية العام الماضي. وكان ارتفاع سعر القمح الأميركي وتكلفة شحنه السبب الرئيسي في تفضيل مصر التي تسعى لترشيد التكاليف قمح البحر الأسود على القمح الأميركي وكذلك السبب الرئيسي في غياب عروض القمح الأميركي في المناقصة التي طرحت أول من أمس. وقال متعاملون إن أسعار العروض الفائزة في مناقصة كانت بين 289.70 دولارا و291 دولارا للطن بنظام تسليم ظهر السفينة أي أقل 10-12 دولارا من الأسعار الحالية للقمح الشتوي الأحمر اللين الأميركي للشحن في نوفمبر في الخليج الأميركي. من ناحية أخرى كانت تكلفة شحن القمح من الخليج الأميركي ستزيد 18 دولارا على الأقل عن تكلفة الشحن من روسيا. وحتى أواخر أغسطس انخفضت مبيعات القمح الأميركي في الموسم الحالي 13% عن مستواها قبل عام لكنها كانت أعلى من التوقعات للموسم بأكمله. وكانت الولاياتالمتحدة التي هيمنت على المبيعات إلى مصر حتى بزوغ روسيا كبديل أقل تكلفة قد استعادت حصتها بالسوق العام الماضي في أعقاب الجفاف لكنها لم تستطع الاحتفاظ بها مع عودة روسيا إلى السوق العالمية لتصدير القمح. وقال شاون مكامبريدج المحلل في جيفيريز باتشي "أدركنا أنه لن تكون لدينا فرصة كبيرة في هذه المناقصة لأننا توقعنا أن تستمر المنافسة القوية من منطقة البحر الأسود." وأضاف إلى أن تظهر علامات على شح في روسيا ومنطقة البحر الأسود بوجه عام سواء من حيث الإمدادات أو من الناحية اللوجستية فسننقل تركيزنا إلى المناطق التي من المتوقع أن يكون بها طلب وهي حاليا السوق المحلية للقمح الشتوي الأحمر اللين.